عشان ابنك مايطلعش متدلع .. 6 طرق لتربية الطفل تربية صحيحة
الثلاثاء، 13 أغسطس 2019 11:30 م
منة الله حمدى
هل تواجه صعوبة في قول لا لطفلك ؟ هناك احتمالات أن يكون ابنك مدلل، الأطفال المدللون ليسوا ظاهرة جديدة وليسوا بأي حال من الأحوال نادرة ، قد يكون من الصعب تعلم تأديب طفلك، ولذلك هناك خطوات يمكنك اتخاذها للتخلص من الممارسات السلبية ومساعدة طفلك على أن يصبح أكثر سلوكًا وامتنانًا وسعادة وفقًا لموقع” herbeauty” نقدمها لك كالآتى:
ضع الحدود وتمسك بها
أسهل طريقة لتجنب إصابة طفلك بالفساد هي وضع قيود وقواعد من البداية وتمسك بها، سيكون من الصعب جعل طفلك يلتزم بها ولكن إذا كانت في سن مبكر سيكون الأمر سهلًا، مثل الأعمال الروتينية اليومية أو قول رجاءً وشكرًا فسيصبح هذا الأمر عاديًا وسيوفر لك الكثير من المتاعب مع تقدم العمر.
بناء أخلاقيات العمل الخاصة بهم
اجعل هناك نظام خاص له مبنى على الحوافز والمكافآت ولا تترك الأمور تسير حسب هواه، اجعله يعمل ما يريد بالطريقة التى تريحه ولكن دون إهدار أو إفساد، ساعده على تطوير مفهوم أخلاقيات العمل، وهذا بدوره يعطيهم التعزيز الإيجابي للسلوك الجيد، بدلاً من التعزيز السلبي.
علمهم قيمة الجنيه
ابحث عن طرق مبتكرة لتعليم طفلك قيمة المال وتكلفة الأشياء التي يريدها ، سيعزز ذلك أنه يجب عليهم كسب الأشياء في الحياة بدلاً من الشعور بالأحقية والأنانية، شجعهم على العمل والتوفير وشراء الأشياء المفيدة، والاحتفاظ بالألعاب وإعادة تدويرها للاستفادة منها مرة أخرى.
الحب ليس في جميع الأحوال
هناك خط رفيع يجب على الوالدين السير فيه مع أطفالهم ، بين التسلية وتأسيس الانضباط، ستكون هناك أوقات يقوم فيها طفلك بإلقاء نوبات تقلق قلوب الوالدين كالتظاهر بالمرض، هذا هو الوقت الذي يجب أن تكون مرتاحًا فيه لدور الانضباط، سيساعدهم ذلك على تعلم قيم الاحترام والنزاهة حتى مع شعورها الصعب.
نعلمهم مساعدة الآخرين
إدراك أن الآخرين لديهم احتياجات ورغبات حفز طفلك على مساعدة الآخرين، حاول أن تجعل طفلك يتطوع لمساعدة كبار السن والبسطاء الفقراء، إن رؤية أن هناك أشخاص أقل حظًا يمكن أن يجعلهم يدركون ما لديهم من نعم وأن يكونوا أكثر تقديراً للمواقف، إن خلق قلب العطاء لدى طفلك سيعمل على صقل نكران الذات له، ومساعدته على الاستمتاع بإحداث فرق في العالم.
اجعلى من نفسك مثال يحتذى به في سلوكك
إذا كنت غاضبًا دائمًا أثناء الاتصال مع طفلك، فمن المحتمل أن يتعلموا التواصل والسلوك العدوانى ، لذلك يجب عليك الحفاظ على الهدوء، ولكن التواصل الصارم مع طفلك يجعله يكتسب سلوكا سيئا يؤثر عليه في الكبر ويمنحه العصبية والأنانية والغضب.
كيف تربي طفلك دون ضرب؟ العقاب بقدر الخطأ.. إليك طرق التربية الحديثة
قد يتساءل الكثير من الآباء الجدد عن طرق التربية الحديثة الصّحيحة وأسس التّعامل مع الأطفال، وعن الطّريقة الأمثل للتّربية دون ضربٍ أو عُنفٍ، وهو ما سنتحدث عنه في تقريرنا
ألم الولادة منسي، يذهب بعد فترة من خانة الذكريات، وتبدأ الرحلة الأطول الأكثر تحدياً، تربية الطفل دون اللجوء إلى أساليب تهدم شخصيته بغير قصد، سواء جسدياً أو حتى نفسياً.
ضرب الطفل مثلاً، أسلوب لجأت إليه الأجيال السابقة في شتى أنحاء العالم، ولكن هل ينفع هذا الأسلوب في عصرنا فعلاً؟ وألا تصلح التربية والتنشئة الجسدية والعقلية والفكرية السليمة للطفل إلا بالضرب؟
قد يتساءل الكثير من الآباء الجدد عن أُسُس التَّربية الصّحيحة وطُرق التّعامل مع الأطفال، وعن الطّريقة الأمثل للتّربية دون ضربٍ أو عُنفٍ، وهو ما سنتحدث عنه في تقريرنا.
تربية الطفل.. ما هي؟
تُعرَّف تربية الطِّفل بأنّها عمليّة دعم الطِّفل، وتعزيز عاطفته، وتربيته وتنشئته تنشئةً جسديّة وعقليّة وفكريّة سليمة وسوِيّة.
اتّبع الأجداد في تربية الأبناء قديماً أساليب مُختلفةً؛ اعتمد بعضها على العُنف اللفظيّ أو الجسديّ أو كليهما كوسيلةٍ للتّربية، أمّا في الوقت الحاضر فيفتخر الكثير من الآباء بتربية أبنائهم وتنشئتهم تنشئةً خاليةً من أساليب العِقاب والتّأديب، بخلافِ ما كانت عليه تربية الأجداد قديماً.
ولكن، لا تزال هناك حالات، يُعنّف فيها الطفل بحُجة “التربية”.
أمّا عن طرق التربية الحديثة، فهي التي توازن بين الأمرَين، ومن النّصائح المُهمّة لتنشئة الطّفل وتعليمه وتربيته تربيةً صحيحةً ما يأتي:
- التّفريق بين الضَّرب والعُنف والعِقاب
العقابُ هو أسلوبٌ تربويّ، غايتُه أن يتأدّب الطّفلُ ويتعلّم ألّا يُكرّر ما وقع به من أخطاء، بينما يُستخدم مفهوما الضّرب والعُنف للدّلالة على الاعتداء بدافع الانتقام، وهذا أبعدُ ما يكون عن مفاهيم التّربية ومساعيها.
ولا يُفرِّق كثيرٌ من الآباء بين مفاهيم الضّرب والعُنف والعِقاب، لدرجةِ أنّهم يُربّون أبناءَهم بطريقةٍ لا يكونُ لأساليب العقاب فيها مكان، ممّا يُسهم في ترسيخ مفهوم خاطئٍ لدى الطّفل؛ مَفاده أنّه لا يُخطئ، وأنّ كلَّ فعلَه صحيح.
ولذلك يجب أن يعيَ الآباء الفرق بين هذه المفاهيم؛ ليستطيعوا توظيفها في التّربية، لا أنْ يُنحّوا العقاب عنها. - المُوازنة بين اللّين والشِّدة في الكلام
توجد طُرُق عديدة للتّربيةِ، منها القديمة، ومنها الحديثة، وأمّا المفيدُة منها فهي ما يُمكِّن الطّفل من التعلُّم بعُمقٍ؛ ليكون فيما بعد فرداً صالحاً، يُعامل النّاس باتّزان وحكمة.
ولهذا يجب على الآباء أنْ يتّبعوا أسلوب الشّدة والحزم في كلامهم؛ مثلما فعل أجدادهم، دون أن يُغفِلوا جانب اللّين في الحديث والإقناع؛ لينشأ الطِّفلُ مُتعلِّماً مَواطِن اللّين والشِّدة، وأسلوب الإقناع والتّأثير. - التّربية دون ضرب
يُعدُّ الضَّربُ من الأساليب التي تترك أثراً وعواقب كبيرةً؛ سواءً في الجانب الجسديّ أو النَّفسيّ، وذلك إنْ خرج عن حدود التّأديب والأسُس المعقولة التي يُمكن تطبيقها.
وقد يُؤدّي إلى انهيار شخصيّة الطفل ونفسيّته، ممّا يُؤثّر على مستقبله ويُحطّمه، ويتساءل الآباء حول أساليب التّأديب والعقاب التي يمكن أن تُحل محلّ الضّرب، فيحتارون في هذا الخصوص.
لكن في الأحوال كلّها، يجب تجنُّب ضرب الطّفل تحتَ أيّ ظرف؛ لأنّ الطّفل لا يُدرك ما يقوم به، ولا يُميّز بين الصّحيح والخاطئ، كما لا يقصد الوقوع في الخطأ؛ ولأجل ذلك يجب ألّا يُعاقب بالضَّرب.
طرق التربية الحديثة وبدائل للعقاب العنيف
هناك العديد من طرق العقاب الفعاّلة في تربية الطفل، ومنها:
1- وقت مستقطع
إذا لم يلعب طفلك جيداً أو بكى كثيراً أو أحدث كثيراً من الضجة، جهزي له مكاناً واطلبي منه أن يجلس فيه هادئاً لمدة دقيقة لكل سنة من عمره.
في البداية سيرفض ذلك، ولكن بإصرارك مرة وراء مرة سيعتاد عليه.
(لا يجب أن يكون هذا الوقت المستقطع في غرفة الطفل، حيث الألعاب حوله في كل مكان، ولا يجب أن تصبح تلك طريقة العقاب الوحيدة فهناك طرق أفضل) حاولي أن تكون تلك الزاوية في مكان في المنزل لا يوجد بمحيطه ما يمكن أن يؤذي الطفل به نفسه، وفي محيط بصرك.
2- صندوق المواسم
إذا أحدث الطفل إزعاجاً كبيراً بإحدى ألعابه ولم ينصت إلى تعليماتك ومطالباتك بالهدوء أو أحدث بلعبة ضرراً ما، انتزعيها منه، ثم ضعيها في صندوق أطلقي عليه اسماً، وليكن (صندوق المواسم)، ولتخرج تلك الألعاب يوم الجمعة فقط.
اللعبة التي يرفض طفلك أن ينظفها وراءه، أو يحاول كسرها، أو التي ينشغل بها ويتجاهل نداءك للغذاء، يفقدها.
من الجدير ذكره أن المواظبة على تطبيق العقوبة أمر أساسي، وإذا عاقبت طفلك على شيء فلا يجب أن تتجاهله في المرتين القادمتين، عندها لن يأخذ الطفل التهديدات على محمل الجد.
3- التعويض عن إضاعة الوقت
إذا تسبب طفلك في إضاعة وقت أحدهم بمشاغباته وأفعاله، اجعليه يقوم بتنفيذ بعض المهام لهم لتعويضهم عن الوقت الذي تسبب في إضاعته.
إذا تسبب في إضاعة وجبة الغداء عليك اجعليه ينظف الصحون، فقط حاولي تعليمه أنه مسؤول عن أفعاله، وأن لكل خطأ يرتكبه تداعيات وأثراً على الآخرين.
(ملاحظة: العقاب يجب أن يكون على قدر الخطأ، فلا مبالغة في حجم ووقت العقاب).
4- الاعتذار لا يعيد دائماً الود
مع الإيمان بأهمية الاعتذار وتعبير (أنا آسف)، إلا أن تلك الجملة لا تصدر دائماً من القلب.
إذا طلبت من طفلك أن يعتذر إلى شقيقته ليحصل على الآيس كريم، فغالباً ما سيضطر إلى الكذب.
ولكن أفضل من ذلك حاولي أن تسأليه عن أكثر ما يحب في شقيقته ثم اطلبي منه أن يخبرها ذلك بنفسه، فهذا أفضل كثيراً من الاعتذار المنمق الأجوف.
(ضع القواعد الخاصة لأسرتك، وعاقب أطفالك على عدم التزامهم بها).
5- لا تستخدم صافرة التحكيم
هناك شجارات دائمة في منزلك بين أبنائك؟ تضطر دائماً إلى التحكيم بينهم واستخدام سلطاتك الأموية أو الأبوية للفصل بينهم والضغط على الأصغر لينصت إلى كلام الأكبر منه؟
لا تفعل ذلك، اطلب من أبنائك فقط أن يدخلوا إلى غرفهم ولا يخرجوا حتى يصلوا إلى حل مقنع لك ولهم.
(ضع نظاماً للعقاب يلائم مراحل طفلك العمرية، فطفلك صاحب الـ14عاماً لا يرغم على النوم في السابعة مساءً لأن أخاه ذا الست سنوات يفعل ذلك).
6- التجاهل
التجاهل يعلّم الطفل طرقاً أخرى للتنفيس عن مشاعره ورغباته بدلاً من الصراخ وضرب الأرض بقدميه، ويعلّم الطفل التخلص من تلك التصرفات التي يفتعلها لجذب الانتباه مثل: الأنين، نوبات الغضب، تكرار السؤال، فبدون جمهور ولا مستمعين لا فائدة من تلك الأفعال.
7- المدح
لا يمكنك عزل طفلك أو تجاهله أو معاقبته بدون إعطائه بعض الاهتمام قبل ذلك والإشادة بأفعاله الإيجابية.
إذا وجدك الطفل تتجاهلين أفعاله الإيجابية فسيضطر إلى فعل العكس لجذب الانتباه، وهذا ما يسمى بالتربية الإيجابية، التي تعطي محفزات للسلوكيات التي تريدينها.
وتذكر دائماً أن الأطفال يريدون إرضاء الوالدين والحصول على انتباههما بشتى الطرق، لذا شكر الطفل لأنه يلعب مع أخيه أو أخته، أو لأنه وضع ألعابه مكانها، أو لمجرد أنه تشارك الحلوى مع أشقائه أمر يشجع السلوكيات الحسنة.
ولعل هذه السياسة تنجح مع البالغين أيضاً، كل ما عليك هو تجريبها!
تطور في الشهور الأولى.. تقدير الذات مهم للأطفال لهذه الأسباب
يرغب الآباء في أن ينمو أطفالهم سعداء وإيجابيين وواثقين من أنفسهم، ولكن في المقابل قد يجدون أمامهم أطفالاً تعساء سلبيين غير مدركين لقدراتهم الحقيقية. تقدير الذات مهم للأطفال ولصحّتهم النفسية حاضراً ومستقبلاً.
يرغب الآباء في أن ينمو أطفالهم سعداء وإيجابيين وواثقين من أنفسهم، ولكن في المقابل قد يجدون أمامهم أطفالاً تعساء سلبيين غير مدركين لقدراتهم الحقيقية. تقدير الذات مهم للأطفال ولصحّتهم النفسية حاضراً ومستقبلاً.
إذا كنت تنتمي لتلك الفئة من الآباء، فهذا التقرير موجَّه إليك ليساعدك على تحقيق هدفك.
قد تكون كلمة السر للوصول لهذا الهدف هي “تقدير الذات”، فرغم اختلاف الأطفال، حتى داخل العائلة الواحدة، فإن هناك بعض الاعتبارات الهامة لجميع الأطفال.
ما هو تقدير الذات للأطفال؟
تقدير الذات، في أبسط تعريف له، هو أن تشعر بالرضا تجاه ذاتك، فعندما يشعر الأطفال بالثقة تجاه أنفسهم وقدراتهم، فإنهم يتمتعون بثقة بالنفس.
أما الأطفال الذين يشعرون أنهم غير محبوبين من قِبَل الأسرة، أو من زملائهم، أو أولئك الذين يميلون إلى الاعتقاد بأنَّ جهودَهم ستؤدِّي إلى الفشل، فيكون لديهم سوء تقدير الذات.
تقدير الذات هو أحد مقاييس الصحة العقلية للأطفال.
كيف يتطوّر لدى الطفل تقديره لذاته؟
يتطور تقدير الذات واحترامها لدى الطفل منذ نعومة أظفاره، ليخدمه فيما بعد طوال حياته.
فوفقاً لأطباء الأطفال في موقع KidsHealth، يعي الأطفال أن لديهم القدرة على إنجاز الأشياء من خلال الجهد.
على سبيل المثال، عندما يتعلَّمون كيفية الحبو والجلوس والوقوف بمفردهم بعد محاولات فاشلة عديدة، وجهود متكررة.
يطوّر الأطفالُ الصغارُ ثقتَهم بأنفسهم عندما يتعلمون أشياء ومهارات جديدة، مثل ارتداء الملابس أو استخدام الحمام، مما يمنحهم الثقة للوصول إلى المزيد من الأشياء.
مع تقدم الأطفال في السن، تلعب العلاقات مع أقرانهم وغيرهم من البالغين دوراً في تطوير تقديرهم لذاتهم واعتزازهم بأنفسهم.
لماذا يجب أن يتعلم الطفل تقدير ذاته؟
يؤثر تقدير الذات والاعتزاز بالنفس بشكل مباشر على طريقة تصرف الأطفال كل يوم، فالأطفال الذين لديهم تقدير للذات يشعرون أنَّهم مؤهلون للتعامل مع تحديات الحياة الأساسية، ويشعرون بنجاحهم.
يؤثر تقدير طفلك لذاته واحترامها على صداقاته مع الأطفال الآخرين، ونجاحه في المدرسة، وقدرته على التعامل مع المشكلات وثقته العامة.
كما أنَّ مساعدة طفلك على تنمية احترام الذات وتقديرها لها فوائد عديدة، فالأطفال الذين يتمتّعون بثقة بالنفس يكون لديهم قدر أكبر من الاستعداد للتعامل مع ضغط الأقران والمسؤولية عن الأطفال الذين يشعرون بالسوء تجاه أنفسهم.
الأطفال الذين يتمتّعون بتقدير جيد للذات هم أيضاً أكثر قدرة على التعامل مع المشاعر القوية، الجيدة منها والسيئة، والتغلب على التحديات والإحباطات عند نشوئها.
– ما الفرق بين طفل يقدر ذاته وآخر لا يقدرها؟
الطفل الذي يقدر ذاته عادةً ما تجده شاعراً بالقبول والحب والثقة تجاه ذاته، كما يفخر بما يستطيع فعله.
كذلك يمكنه الاعتماد على نفسه لصنع العديد من الأشياء واتخاذ القرارات.
يساعد تقدير الذات الطفلَ على التغلب على الأخطاء، حتى لو واجهه الفشل في البداية، فستُكلَّل محاولاته بالنجاح.
أما بالنسبة للطفل الذي لا يُقدِّر ذاته، فعادةً ما ينتقد نفسَه ويلومها، ويشعر أنه أقل من أقرانه وزملائه.
يكون متردداً دائماً بشأن اتخاذ أي قرار، أو التفكير في أي حلٍّ، لأنه ببساطة يعتقد أنه حتماً سيفشل.
قد يكون أيضاً انطوائياً، لأنه يعتقد أن الآخرين لن يقبلوه، فلا ينضم إليهم من الأساس.
ما هو دور الأهل؟
بصفتك أحد الوالدين، تقع على عاتقك مسؤولية السماح لطفلك بتطوير ثقته واحترامه لذاته؛ ليعي كيف يكون الشعور بالنجاح الناتج عن المثابرة والجهد.
وهذه بعض النصائح التي تساعدك على تعزيز ثقة طفلك لذاته.
– حاول أن يشعر طفلك أنه محبوب في العائلة، والمحيطين به، عبر قضاء وقت ممتع مع الأسرة، ولا تتردد في إخباره بأنك تحبه، فهذا تقدير لطفلك.
– استمع إلى أفكاره ومشاعره ولا تقلل منها.
– ساعد طفلَك على القيام بالكثير من الأشياء، فكلُّ عمر يناسبه القيام ببعض الأشياء.
على سبيل المثال، حمْلُه للكوب، أو تناول الطعام بنفسه، أو تعلم كتابة أول حرف، جميعها أشياء تعزز ثقته بذاته.
– بعد أن تساعده في البداية اترك لطفلك مساحة للتجربة وحده، فأنت تمسك بيده لكتابة الحرف لأول مرة، ولكن لن تظل تمسكها دائماً، فاترك له فرصة أن يجرب وحده.
– عندما ترى أن طفلك بذل مجهوداً حقيقياً للوصول إلى نجاح معين، سواء في اللعب أو الدراسة أو تعلم مهارة جديدة، فعليك مدحه ومحاولة الرفع من روحه المعنوية، ولكن بحكمة، فبعض المدح يأتي بنتائج عكسية إذا كان مبالغاً فيه.
– اترك لطفلك مساحة للفشل، كي يحاول مرة أخرى، إلى أن يصل لهدفه، على سبيل المثال لا تقدم له حلَّ مسألة الرياضيات دائماً، ولكن اترك له فرصة للمحاولة، فإن فشل فليحاول مرة ثانية وثالثة، إلى أن ينجح في النهاية.
– تجنَّب انتقاد طفلك أو السخرية منه، خاصة أمام الآخرين، واحذر النقد القاسي، فكلمة أنت فاشل لن تجعله يتقدم للأمام، بل سيصبح فاشلاً بالفعل.
– ركِّز على نقاط القوة لدى طفلك، وانتبه لما يفعله طفلك بشكل جيد، ويتمتع به، وتأكد من أن طفلك لديه فرص لتطوير هذه القوة. ركِّز أكثر على نقاط القوة بدلاً من نقاط الضعف إذا كنت تريد مساعدة الأطفال على الشعور بالرضا عن أنفسهم.
– شجِّع طفلَكَ على التفكير في الأشياء وعواقبها قبل القيام بها.
– اترك لطفلك بعض المساحة ليحاول حل مشاكله بنفسه، بدلاً من اللجوء إليك في كل مشكلة.
– أخبِر طفلَكَ في كلِّ فرصة أنك تفخر به، ولا تُغفل العناق.
بينما يمتلئ المجتمع بالمنحرفين والمجرمين.. كيف تربّي طفلاً سويّاً وصالحاً؟
اكتشفت من خلال تجربتي كأُم أن عملية التربية سهلة في أهم جوانبها، والذي هو “تربية الولد على الإسلام والعقيدة الصحيحة”، وأن الأطفال يولدون بخمسة أمور تُسهل على الوالدين التربية والتوجيه، فما هي؟
1- كل مولود يولد على الفطرة، أي يولد موحداً مؤمناً بالله، وعلى الوالدين فقط المحافظة على هذه الفطرة وصيانتها من التشوّه والانحراف.
2- ويولد ولديه القدرة الكاملة على الاتجاه إلى الخير، وهذا ما نريده (وإن كان لديه أيضاً إمكانية الاتجاه إلى الشر).
3- ويولد وعنده حس الفضول وحب الاستكشاف والاستعداد التام للتعلم.
4- ويولد وقد حمل في جيناته صفات وراثية قد يصعب محوها، ويولد بطباع لا يسعنا التحكم فيها ولا تغييرها، ولا يمكننا تشكليه على هوانا.
5- ويولد ولديه حب التقليد والانتماء لجماعة.
وهذه الخمسة تقلل من عبء عملية التربية الملقاة على الوالدين. فما دور الأم والأب مع طفل قد وُلد جاهزاً؟!
الطفل يولد جاهزاً كالبذرة الجيدة المستعدة للإنبات، وواجب الوالدين يكمن في تعهد هذه النبتة بالتربة الصالحة (أي إصلاح نفسيهما ليكونا قدوة جيدة)، وكل نوع من النبات يحتاج لشروط معينة خاصة لينمو نمواً سليماً (من حيث الحرارة وكمية الماء والضوء)، وعلى الوالدين تعهد هذه النبتة بالطريقة الملائمة لفصيلتها (فكل طفل له قدراته واستيعابه، وأسلوب خاص يتقبل به التوجيه).
مثلاً: النبتة تحتاج إلى السقي باستمرار (أي تكرير التوجيه والتنويع في أسلوبه)، فإذا اصفرت النبتة أضافا السماد (أي استعانا بطرف ثالث كالعم أو الأستاذ)، وإذا اعوجت قوّماها ولو بعود (أي بصديق صالح)، وإذا لحقتها آفة رشّاها بالمبيد (أي قطعا أسباب الفساد بالعقاب أو الحرمان)، وهكذا.
فما هي التربية؟ وما المطلوب من الأم والأب في طفل قد ولد جاهزاً؟
– المطلب الأول: “المحافظة على الفطرة”
من أول واجباتنا تربية الأبناء على الإسلام، والله سبحانه وتعالى وفّر علينا كثيراً حين جعل الطفل يولد مؤمناً موحداً، والمحافظة على الموجود أسهل من الإتيان به من العدم.
والمحافظة على الفطرة تكمن في تنمية التقوى في القلب وتعظيم الخوف من الله، وتكون بكثرة ذكر الله أمام الصغار: “بسم الله” نبدأ أي عمل، “الحمد لله” كلما أصابنا خير، وننسب كل نعمة إلى الله، ونتحدث أمامهم عن كرمه وفضله بما أعطانا من حواس ومواهب، ونشكره باللسان وبالصلاة وبالصدقة.
وإن وصل للطفل ما يَسُره من لعبة أو حلوى أو هدايا ظريفة قولي له: “الله يحبك، ولذا وهبك لعباً وطعاماً لذيذاً وشراباً…”، وفي مرة أخرى قولي له: “لأنك أطعت أمك أعطاك الله هذه المكافأة”، وإن أصابه ألم أو وقع به مكروه قلنا له ادعُ الله يفرج عنك.
ومهما حدث نستعن بالله، فهو معنا دائماً ناظر إلينا ومطلع علينا، وحتى لا يحزن الابن على ما فاته ولا يفرح بما آتاه الله، اربطي كل أمر بالقضاء والقدر، فيكون الله هو الملجأ وهو الملاذ، وهو المؤنس والرفيق، ويكون مع الطفل دائماً في الفرح والحزن.
ولا تنسي تحذير الصغير من كل قبيح (مثل الكذب والغش) ولو في الخفاء لأن الله يراه ومطلع عليه، والمعاصي تغضب الله، وغضب الله مخيف، لأنه سيحجب الهدايا والملابس الجميلة والنزهات الممتعة، ولا طاقة لنا بغضب الله.
وحين تكون الفطرة نقية يسهل على الوالدين الانتقال إلى المرحلة التالية.
– المطلب الثاني: “تغليب الخير على الشر”
ويولد الطفل وقد هداه الله النَّجدين؛ طريق الخير وطريق الشر، والإنسان إذا تُرك تغلَّب نجد الشر، ونزع للعدوانية وكبرت فيه الأنانية، وصار هلوعاً جزوعاً منوعاً ظلوماً جهولاً، وواجبنا نحن المربيات تغليب نجد الخير على نجد الشر وتعليمه الفضائل والأخلاق الكريمة؛ فنعلمه حب الخير للناس، وكف أذاه عنهم، فإن آذوه دفع الأذى بما يستطيع ولا يكون هو البادئ بالظلم إطلاقاً.
تغليب الخير على الشر يتحقق بالتوجيه اليومي، وأكثر ما يفيد مع الصغير “الكلام” الهادئ الموجه، والمعلومات العلمية لها دور فعال في هذا المجال، فكلميه دائماً عن الأشياء التي خلقها الله وعن استعمالاتها الصحيحة، الله خلق العينين لنتفكر في خلقه ونستعين على عبادته، فلا تتبع بهما عورات الناس ولا تنظر من ثقوب الأبواب… وأيضاً الأشياء التي صنعها البشر واستعمالاتها الصحيحة، وكيف يتسبب الاستعمال الخاطئ في الفساد، الكُرة مثلاً صنعت ليلعب بها الأولاد، ولو رماها الطفل على النافذة عمداً لكسرتها وآذت الناس.
تنبهيهم بلطف وحب، حاولي تغييرهم نحو الأحسن بالتوجيه المباشر أو القصص، أو ربطهم بالصديق الصالح العالي الخلق. واستَبِقي الأحداث، وبغِّضي لأبنائك من صغرهم كل ما هو كريه، مثلاً انظري شزراً لكل مدخن، وتحدثي بإسهاب عن مضاره وعن كل ناحية سلبية فيه.
ولا سبيل لديك “لتغليب الخير على الشر” إلا بالكلام، والتكرار مع تنويع الأساليب.
– المطلب الثالث: “التفقه في الدين والحياة”
وتتلخص هذه المرحلة في تعليم الولد الفروض الأساسية، وبعض الخلق والتوجيهات الاجتماعية. وهذه الأمور يتعلمها الصغار بالقدوة، فإذا صام الأهل صام الصغار وسألوا: “كيف يكون الصوم؟”، وإذا ذهب الأب إلى صلاة الجماعة رغبوا في مرافقته وتعلموا أصول الجمعة والجماعة، وهكذا يمشي الأبناء مع ذويهم حتى يأتي يوم يتقنون فيه كل ما هو مطلوب منهم.
ويولد الطفل جاهلاً بالآداب الاجتماعية، ومفتقداً إلى بعض الأخلاق الحميدة، فيحتاج لبعض الصّقل، وهذه يتعلمها كل في مناسبتها، وهذا مهم وضروري جداً، وإن لم يتعلمها الصبي في وقتها لم يتعلمها أبداً، وإليك الطريقة:
حين تجتمع العائلة كل يوم ثلاث مرات على الطعام يتعلم آدابه؛ فإذا رأى أمه تسكب مما يليها تعلّم منها، وإن فتح فمه وهو يأكل أرشدته لإغلاقه.
وفي كل لحظة وفي كل يوم يتعلم الولد شيئاً من الآداب؛ فحين يقتحم الصغير غرفة أمه تنهاه ألا يدخلها مرة أخرى دون استئذان، وحين تذهب معه لزيارة الأقرباء تعلمه أن يقرع الباب مرة واحدة، وينتظر مقدار ركعة ثم يقرعه ثانية، وأن يقف وظهره للباب بحيث لا يرى باطن الدار…
ويُحبذ لو نسأل الصغار عما يدور بينهم وبين أقرانهم، لنعلم كيف هم في غيبتنا، ولنصوب السلوك، فإذا بخسوا الناس أشياءهم نوهنا إلى حرمته، وإذا فعلوا منكراً حذرناهم من تكراره، وهكذا ومع ظروف الحياة المختلفة ومع متابعة الأم يتعلم الأبناء كل يوم شيئاً من الأشياء التي يحتاجونها، ويعرفون أن للحياة قوانينها، وأن الدين اعتنى بأمورنا كلها، والسنة مليئة بالإرشادات والتوجيهات الهامة، وسوف يحفزهم هذا للسؤال عن القوانين الأخرى وعن السنن التي يجهلونها، وسيسألوننا عن كيفية التصرف في المواقف التي تواجههم في المدرسة وفي النادي، وعن رأي الإسلام فيما يعترضهم من مشكلات، وهكذا حتى يصلوا إلى يوم قد اكتمل فيه تثقيفهم وتعليمهم وتهذيبهم.
-المطلب الرابع “معالجة الصفات الوراثية السيئة وتعديلها وتثبيت الحسنة ومباركتها”
الناس معادن، وكل طفل يولد بمزايا عظيمة ويولد ببعض العيوب، وهذه الخصال تأتيه بالوراثة من والديه، وعلى الأقل لا بد أن يقوم الوالدان على تعدِين ولدهما، أي يعملان على اكتشاف المعادن الثمينة في ابنهما، ثم يقومان باستخراج هذه المعادن الأصيلة الأصليّة من مكامنها، ليستفيد صاحبها منها ويستثمرها في علاقته بربه وبذويه.
ولا بد من اكتشاف الخَبث في شخصية الطفل واستبعاده، وتقويم العيوب التي وُلد بها، وإدخال بعض التعديل على شخصيته (التي وُلد عليها) ليصبح فرداً صالحاً. ويحصل هذا بمراقبة الطفل، وكلما تنبّه الأهل إلى خير في ولدهم أثبتوه وباركوه، وكلما اكتشفوا شراً فيه حاربوه ومحوه.
مراقبة الأطفال تكون منذ الولادة وإلى ما بعد البلوغ، مع الانتباه الدقيق إلى سلوكهم لتحديد صفاتهم السلبية والإيجابية، ومراقبة كلامهم لاكتشاف قناعتهم ودوافعهم، وملاحظة شخصياتهم بدقة وعمق لمعرفة مواطن القوة والضعف فيها، مع الاهتمام بما يطرأ عليهم من تغيّرات خلال الأشهر والسنين.
واعلمي أن طفلك يولد جاهزاً بصفاته ولا يمكنك تشكيله كما تشائين، ولو كان الأمر كذلك لكان الناس في كل بلد أمة واحدة وشخصية متماثلة. أو لكان أولادك طبعة واحدة، وليسوا كذلك، وابنك متفرد في شخصيته، فدعيه كذلك واتركيه على سجيته وطبيعته (ما دامت مقبولة اجتماعياً وفي حدود الشرع)، ودورك يكمن في مراقبة ذلك الصغير، وتعديل الأخطاء وتعليمه الدين والخلق.
وواجبنا نحن المربين الوصول بالطفل إلى أفضل صورة وأحسن سلوك بحسب جهدنا البشري. ثم الاتكال، ولعل الله يجعل من أولادنا ذرية طيبة وقرة أعين.
– المطلب الخامس “المتابعة المستمرة والمثابرة والدأب على المراقبة والتوجيه وتجنب الإهمال أو اليأس والملل”.
فالصغار ينسون ويلهون ويصرفهم اللعب واتباع الهوى عن الالتزام بما علموه، فذكريهم، فإن الذكرى تنفع المؤمنين، وفي انتباهك لهم ودأبك على تعديلهم يكمن سر النجاح في عملية التربية.
ولا تنسي أطفالك من دعائك المستمر ليستقيموا لك.
والخلاصة:
نحن لا نستطيع تبديل طباع الأبناء تبديلاً جذرياً، ولا يمكننا تحييد الظروف والعوامل الخارجية المؤثرة سلباً، على أننا نستطيع تشكيل عقول أبنائنا وصوغ مبادئهم، وتغيير طريقة تفكيرهم، ونستطيع تدريبهم على النظام والنظافة، ليكونوا لبِنات صالحة وفعالة… وهذا ما يعطي “التربية” القوة الخارقة، وهو ما يجعلها الأداة الوحيدة القادرة على الرقي بالمجتمعات.
طفلتي سارة التي علمتني حكمة الصلاة!
لو خُيّرت بأن تتحول حياتك إلى لقطة سينمائية واحدة متكررة، فأيها تختار؟
شخصياً كنت لأختار -وبلا تردد- مشهد طفلتي سارة وهي تركض وتقفز بجنون من آخر المنزل صوب الباب، فور إعلان عودتي من يوم عمل طويل، لترتمي في أحضاني ضاحكة صاخبة. فلقطة كهذه هي كل ما أتكل عليه لنزع هموم يوم مرهق والارتكان إلى راحة الساعات الباقية، في كنف من تستطيع أن تقسم بلا تردد أنهم يحملون لك الحب الصادق النقي (البضاعة الأنفس في الوجود برمته)، ولا شيء غيره، لقطة مفعمة بالود والرحمة كهذه، لا يضيرني لو تكررت في يومي خمس مرات أو عشراً أو مئة!
كم أحب لقاء هذه الصغيرة، لأنني موقن بمحبة لقائها لي، ولحظة اللقيا بعد الغياب هذه أكاد أجزم أنها اللحظة المناسبة التي على سارة اقتناصها من الآن فصاعداً لتفرض عليّ طلباتها وأمانيها الصغيرة، فتجد أباً ملبياً طائعاً بفرح، حتى لو كلفته الأماني هذه مالاً وجهداً كثيرين.
“وله المثَل الأعلى”.. هذه الحقيقة السهلة البينة هي ما لمع حينها في خاطري وأنا متأهب للبدء في أداء صلاة المغرب، وسارة تقف إلى يميني مرتدية ملابس الصلاة الظريفة التي تم تفصيلها لفتاة في الثالثة من عمرها، بغرض الدعابة ربما لا أكثر، صلاة أخذت للأسف مع مرور الوقت الطابع الروتيني المتكرر، الذي أنفذه غالباً بحكم العادة، حتى تكاد تغيب عن خاطري أي من معانيها.
وهنا فرضت الفكرة نفسها…
لماذا يفرض عليك أن تصلي في اليوم خمساً وفي ساعات متباعدة تغطي ليلك ونهارك كاملاً؟ ولماذا كانت هذه الصلة أو “الصلاة” لقاءً محكوماً بكل هذه التفاصيل المادية في شكلها، الغارقة في المعنوية في تبريرها؟ وهو الغني عن ذلك كله، ولا يضيره منك البعد، ولا يفيده قرب؟
إنه -يا مسكين- إنما يدفعك دفعاً لأن تتخلق بأخلاق المحبين، وتحديداً: أخلاق الأطفال الملتصقين بمعيلهم المحبوب الذي لا غنى لهم عنه في ليلٍ أو نهار.
إنه يدفعك دفعاً لأن تجري إليه بلهفتك كلها، متناسياً ثقل يومك وحزن أمسك وخوف غدك، فتحييه تحية المحب الموقر المعترف بالفضل وفارق العمر والقدرة، ثم تبث إليه أمانيك كلها كبيرها وصغيرها، هذا وكل ما لديك بإزائه صغير!
في الحديث الصحيح: “أقربُ مَا يَكونُ العبْدُ مِن ربِّهِ وَهَو ساجدٌ، فَأَكثِرُوا الدُّعاءَ”.
فالسجود خنوع وذل حينما يكون لبشر محدود مكنته اللحظة البائسة من رقابنا ومصائرنا، أما وهو لمن لا يحده زمان ولا مكان، فأكاد أراه ارتماءً في أحضان قدرته، واعترافاً أقصى بكماله وإعالته لنا منذ لحظة الخلق الأولى مروراً بمشاهد الحياة جميعها حتى الختام، وهنا يفصح العيال بحاجاتهم لمعيلهم، فلا يردهم صفراً وقد رأى منهم الحب مراراً وتكراراً، فأحبهم، حاشاه!
وفي الحديث الصحيح أيضاً: “من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه”.
فيا معشر المساكين.. من منا يأتيها محباً فرحاً متلهفاً صادقاً؛ كما تأتيها صغيرتي سارة؟
بلا صراخ ولا عصبية.. كيف تدرس لطفلك في البيت بطريقة ناجحة؟
تدريس الأطفال أمر ضروري، ومهمة يومية تقوم بها كل الأمهات مع أطفالهن في البيت منذ نعومة أظافرهن وحتى المرحلة الثانوية، باختلاف شكل وطبيعة التدريس في كل مرحلة، وهذا أمر يتفق فيه الجميع، ولكن ليست كل الأمهات تقوم بتلك المهمة على القدر نفسه من المهارة والحب، ولا تستعيد ذاكرة كل الأطفال ذكريات جميلة عن تدريس الوالدين لهم، فلربما يتذكر البعض الصراخ عليهم والتشنج لإنهاء واجب أو بسبب عدم فهم موضوع ما، ولربما وصل الأمر للضرب والشتائم التي تصفه بالغباء والفشل، وتظل وصمة تكبر مع الطفل، وانهيار ثقة بنفسه بسبب ما قاله له مصدر دعمه الأول وهما أبواه، وقليل من الناس فقط هم من يذكرون كيف كان والداهم يتسمان بالتفهم والحكمة والمساعدة وقت المذاكرة معهم، وأنهم استطاعوا النجاح في حياتهم وحل كل الصعاب التي واجهتهم بسبب دعم أهلهم وثقتهم بهم، وكثير من الأمهات على وجه التحديد ترين أن تغيرن من طريقتهن في تدريس أطفالهن، حتى إن هناك بعض الأمهات لا يعلمن من الأساس كيف يقمن بتلك المهارة، والأهم أن يقمن بها بحب. ولذلك في مقالنا التالي قررنا الرد على كل تساؤلاتكم، وطرح أفكار عملية ناجحة لتدريس طفلك في البيت بمهارة وحب.
ما الهدف؟
بداية وقبل أن تطلب من طفلك الدراسة علّمه أولاً أن يعرف لماذا يدرس، وما الهدف من المذاكرة، ولماذا يترك اللعب والمرح والعيش على هواه ويقوم بأمر شاق ومجهد وغير محبب لنفسه، إذا كان سيفعل ذلك الشئ المكروه له فلابد أن يكون هناك هدف عظيم يستحق، فأخبر طفلك بهذا الهدف العام من التعلم والدراسة، ومن ثم اجعله يضع لنفسه هدفاً خاصاً يريد الوصول له.
لماذا أترك اللعب وأذاكر؟
المذاكرة والدراسة كلها ترتبط في أذهاننا قبل أطفالنا بأنها عملية مكروهة وغير محببة للنفس، فعندما يذكر كلمة دراسة أو مذاكرة نسترجع كل الذكريات المؤلمة المرتبطة بها من صراخ وضرب أو مشاعر الضغط والتوتر بسبب كثرة الواجبات المطلوب إنهاؤها، أو المسائل الحسابية التي لم نوفق فيها وغيرها، وبالتالي فهمت الطبيعي ألا نود فعل ذلك الشيء الذي يذكرنا بآلامنا ولا يسعدنا.. فما الحل؟!
- اربط ما يكره بما يحب: نظريات التعلم تخبرنا بالحل، وهو أن نقوم بربط ذلك الشيء المكروه الذي لا نحب فعله بشيء آخر محبب للنفس ونرغبه، فطفلك لا يحب الدراسة والمذاكرة، ولكنه إن فعل ذلك سيحصل على طعام أو لعبة يفضلها أو وقت مستقطع يلعب فيه مع أصدقائه.
- ركز على الدافع والحافز للتعلم: الإنسان جُلب على النسيان، ويحتاج دائماً أن يتذكر ماذا يفعل؟ ولماذا يفعل؟ وبالتالي ذكر طفلك دوماً بالهدف من التعلم، وبما سيحصل عليه مقابل كل هذا الجهد المبذول، ذكّره بالعاقبة وزينها له وحفزه عليها كي يستطيع أن يصطبر على التعب ويستلذه، بدل الشعور السلبي المصاحب لعملية التعلم.
- حول المذاكرة إلى لعبة جميلة : الأطفال دائماً وأبداً يحبون الألعاب والتحديات، فعليك أن تساعد طفلك بتحويل المذاكرة إلى لعبة ذات مراحل متعددة وتحديات يجب إنهاؤها لكي يستحق الفوز بالجائزة، على أن تكون بمستويات متفاوتة وذات جوائز وتوقيت أيضاً متفاوت يناسب المنهج أو المادة أو الكم المطلوب منه إنجازه ويلائم قدراته، وعند الوصول للإنجاز أوفِ بوعدك، وأعطه الجائزة المتفق عليها والمختارة ضمن نطاق تفضيلاته، وهذه الاستراتيجية مجربة وفعالة وكنت أقوم بتطبيقها مع الأطفال، خاصة محبي الحركة وسريعي الملل، ولكن عليك بتحفيزهم وأن تعيشهم جو السباق والتحدي طوال فترة إنجاز المهمة كي تحافظ على دافعيتهم وتصلا للهدف معاً بنجاح.
- شارك طفلك ولا تتركه وحيداً: أكثر ما يؤثر في نفسية الطفل هو أن يشعر أنه الوحيد المطلوب منه القيام بالواجبات ومذاكرة الدروس المملة، في حين أن بقية أفراد الأسرة يمرحون ويتسامرون، وهنا يتجسد لديه شعور بالظلم والقهر من العالم، وحينما يشكو أو يتذمر كأي طفل فقط يأتيه جواب استراتيجي وقاصف لجبهته من السيد/ة الوالد/ة بأنه حينما كان طفلاً مثله كان يفعل الشيء نفسه، وأنه أنهى فترته وتجربته، وهذا دور الطفل الآن، فيصاب الطفل بالإحباط أكثر!
والحل؛ أن تشارك طفلك وجدانياً قبل مشاركته معرفياً، فقد لا يحتاج الطفل أن تدرس له، بل قد تكمن كل احتياجاته في أن تجلس بجواره وتشعره بأنك تشعر به وتتفهمه، وأنه ليس وحيداً يواجه هذا العالم الصعب من خلال الدراسة، وعلى كل البيت أن يراعي مشاعره أيضاً ويشاركه بخفض صوت التلفاز أو الهاتف، ومراعاة أن هناك طفلاً يدرس ويقوم بأمر مهم وصعب ويجب أن نيسره له ونشعره بالتشاركية، وكل فرد يفعل ما يجب تجاهه، وأن يكون وقت دراسته هو وقت عمل للجميع، الأب ينهي عمله، الأم تقوم بعمل ما جوار الطفل أو بالقرب منه وتتابعه، وكذلك بقية أفراد البيت، وهكذا يشعر الطفل بالتشاركية ويقدم على الدراسة بحب وأمان.
- خطِّطا معاً لرحلة التعلم: أحضر طفلك وتحدث معه عن أهمية وضع خطة تسيران عليها خلال فترة الدراسة، وخذ رأي طفلك واعرف فيمَ يفكر؟ وماذا يحتاج خلال تلك الرحلة؟ ماذا يفضل من وسائل وأدوات مكتبية؟ وما يود أن يشرب أو يأكل خلال فترات الراحة؟ ما الأنشطة التي يود أن يجدد نشاطه بها عند التعب؟ وكيف سنتعامل عند الشعور بالإجهاد والملل ورفض مواصلة العمل؟ عندما تشارك طفلك وتخطط معه وتطلعه على كل شيء منذ البداية يكون بمثابة عقد اتفاق معه وتوصل له رسالة أنك كبير ومسؤول وصاحب قرار، وقادر على الالتزام به، وأنا أساعدك لتحقيق ذلك، فأنت لست وحدك، وأشعره أنها رحلة للتعلم، وأننا سنبذل جهدنا فيه بمتعة، ونحيا بها بروح التحدي والمغامرة كي نصل للهدف معاً، صدقني عندما يشعر طفلك منك بكل ذلك يستحيل أن يرفض أو يكره الدراسة مرة ثانية.
- لكل قفل مفتاحه، ولكل طفل طرقه للتعلم: قبل بدء رحلة التعلم اعرف أولاً ما هي الطرق التي يفضلها طفلك في التعلم، وذلك من خلال معرفتك بشخصيته، فالطفل كثير الحركة لديه طرق خاصة بالتعلم تفيده غير التى تفيد الطفل الذي يحب الهدوء، والطفل ذو صعوبات التعلم يختلف عن الطفل شديد الذكاء، والطفل الذي يتعلم من مرة غير الذي يحتاج التكرار 3 مرات حتى يصل للتعلم، فالنهاية الهدف هو الوصول للتعلم، ولكن المهم أن نعرف ما هي الطرق التي ستوصلنا له، وذلك من خلال فهمك شخصية طفلك منذ الصغر، واتباع ذلك دون إشعاره بالحرج، فالطفل مثلاً الذي يحتاج التكرار لثلاث مرات أو يحتاج أن يكتب وهو يستمع حتى يتعلم، إذاً هذه طريقته للتعلم، وستظل كذلك، فلا داعي أن تقول له إنك غبي ولا تفهمها وهي طائرة مثل أختك أو صديقك أو أو… ولكن اعرف طريقة طفلك واحرص على تكرار أن له أدوات مختلفة حتى يفهم المعلومة.
- ركز على الحواس بوسائل متنوعة: كثير من المعلمين أو الأهل لا ينتبهون لوسائل التعلم العلمية والحديثة ونظرياته المفيدة في تسهيل عملية التعلم للطفل رغم كثرتها، وهنا أوصيكم بالبحث والقراءة؛ لأن مقالاً واحداً لا يسع لذكرها جميعاً، وهناك كتاب واحد على سبيل المثال به أكثر من ١٠١ طريقة للتعلم، فتخيلوا فقط بقية الكتب، وتوصيتي لكم بالحرص على الحواس كلها أثناء التعلم، فلا تركز على التلقين فقط أو العين فقط، ولكن حاول استخدام أكثر من حاسة، فذلك يساعد الطفل على الفهم بشكل أسرع، وأيضاً بقدر ما اشتركت الحواس في التعلم بقدر ما ثبتت المعلومة في ذهن الطفل، وعليك بالتنويع في الوسائل وعدم اعتماد وسيلة واحدة؛ ما يشعره بالملل، فلا تستخدم ورقة وقلماً فقط أو سبورة فقط طول الوقت، بل استخدم أدوات من البيئة أو فيديو أو تطبيقاً ما، كلها يكون لها علاقة بالدرس الذي ستشرحه لطفلك، فهذا يساعدك على التعلم السريع دون نسيان.
- “الأهم من الشغل.. تظبيط الشغل”: هذه المقولة الشهيرة تختصر كل شيء حقاً، فالأهم من المذاكرة هو التهيئة لتلك المرحلة قبل بدئها، والتهيئة أنواع، فعليك بتهيئة نفسك أولاً قبل بدء التدريس لطفلك، من خلال عمل نشاط أو رياضة أو مشروب تحبه، فتستعد وتجدد نشاطك قبل التدريس لطفلك، فلا تبدء معه بعد يوم عمل شاق فتخرج فيه كل طاقتك السلبية من يومك، وتهدم من حيث أردت الإصلاح، وتجعله يكره الدراسة طوال عمره. وقم بتهيئة البيئة التي ستدرس للطفل فيها، فاختر غرفة أو مكاناً مناسباً بعيداً عن المشتتات والإزعاج، جيد التهوية والإضاءة، وبه أثاث يناسب للدراسة، فلابد أن تقرأ الدرس وتتعرف إليه قبل أن تتفاجأ به مع طفلك، أعد وسائل تعليمية تناسب الدرس، وحدد بناءً عليها الأسلوب وطريقة التدريس الأفضل لشرحه، والتي تتلاءم مع طبيعة طفلك، وهيئ طفلك أيضاً جسدياً من خلال عمل بعض الرياضة قبل البدء، ربما لاستعادة نشاطه، والحرص على تناول طعام متوازن وصحي بشكل عام، واختيار التغذية التي تساعد على التركيز لتناولها أثناء فترات الراحة المستقطعة من الدرس، ونفسياً من خلال تذكيره بالهدف والدافع من المذاكرة وإشعاره بأنك معه وتشاركه، وعقلياً من خلال سرد قصة تكون المدخل للدرس الذي ستشرحه له، أو لعبة تجدد نشاطه العقلي، أو لغز أو استرجاع معلومات أو مشاهدة فيديو متعلق بالدرس وهكذا. ولا تنس بشكل عام اختيار الوقت الملائم للتدريس لطفلك، والذي يتناسب مع مستوى نشاطه الجسدي والعقلي وحالته النفسية.
- استرخ ولا تصرخ: عند الشعور بالملل أو الإجهاد وأن الطفل لم يعد قادراً على الاستيعاب، استرخ ولا تصرخ على طفلك، خذا وقتاً مستقطعاً تجددان فيه نشاطكما وتستعيدان فيه حيويتكما، أشعر طفلك بالتفهم وأنك تقدر مجهوده، وأنه بشر قد يتعب ويمل ومن حقه، ولكننا لا نترك العمل والمذاكرة لمجرد الشعور بالتعب، واجعل له قاعدة أو مقولة يتذكرها عن التعب دوماً مثل “تعبت ارتاح.. لكن اوعى تستسلم”. وبذلك تكون قد علمت طفلك كيف يتصرف عند التعب بشكل إيجابي، بدلاً من أن تصرخ عليه وتبذل مجهوداً مضاعفاً في الصياح على طفلك وتجعله يكره الدراسة كلها، واتفق مع طفلك على الأمور التي يمكن فعلها عند الشعور بالتعب والملل، وحددا قائمة بالأنشطة التي تودان فعلها عند ذلك الوقت.
- أعط فترات راحة قصيرة: يعتقد الأهل أن تدريس الطفل لساعات طويلة ثم إعطاءه ساعة للراحة أمر جيد، لكن الأفضل من خلال خبراء التربية وعلم النفس أن يدرس الطفل لمدة لا تزيد عن نصف ساعة، ثم يعطى فترة راحة 5 دقائق ثم يكمل درسه، وذلك حسب عمر الطفل، وحتى الكبار ربما يعمل حتى 45 دقيقة ثم يأخذ استراحة 10 دقائق ويكمل بعدها عمله بنشاط، فالعقل لا يحتاج أكثر من ذلك دون إفراط أو تفريط، فالعمل لساعات طويلة يجهد العقل، والاستراحات لفترات طويلة تجعل من الصعب استعادة النشاط والدخول في جو المذاكرة، وتستلزم تهيئة الطفل من جديد، فاحذر!
- الروتين سر الناجحين: يكره الطفل الروتين، ويحتاج إلى أن يحيا بالمغامرة طوال الوقت، ولكن كما ذكرت اجعل طفلك يعيش المغامرة داخل رحلة التعلم، على أن تكون رحلته للتعلم داخل إطار أكبر وهو “الروتين”، وأخبره عن قصص الناجحين، وأن العامل المشترك بينهم جميعاً هو أن لكل فرد فيهم روتيناً وجدولاً ثابتاً ينجز فيه مهامه اليومية، ولكن الاختلاف كان في “كيفية” إنجازهم لتلك المهام، وبالتالي لدينا روتين ثابت ننفذه بكيفية فريدة تناسب كل شخص حسب احتياجاته وطرق تعلمه، وبذلك تعلم طفلك أن الروتين ليس أمر سيئاً، بل وسيلة تساعده على النجاح، وتكون قد عودته على سر من أسرار النجاح في الحياة مبكراً، وإضافة إلى ذلك وعوده أن يقوم بمهامه بنفسه بعد ذلك بشكل تلقائي وتدريجي.
هل الحياة تقتصر على الدراسة؟
من المهم أن تخبر طفلك أن الحياة رحلة ومدرسة كبيرة للتعلم، وأن من ضمنها الدراسة والمذاكرة، فهي جزء من كل وليست كل الحياة، وذلك يأتي بشكل واقعي عملي حينما تجعل لطفلك برنامجاً حياتياً مقسماً على مهام يومية مختلفة، فاشترك له في ممارسة رياضة يفضلها، أو تعلم فن يحبه، أو تطبيق تجربة علمية تعلمها في كتابه تحت إشرافك، واعمل على ربط الحياة بالواقع دائماً كي يدرك أنهما ليسا منفصلين عن بعض، فعندما تجعل حياة طفلك مقتصرة على الدراسة يكبر الطفل وهو لا يرى أي رابط بينهما، وأن ما فالكتب ينتهي فور أن نقدم تلك المعلومات في الامتحان، وهذا أمر خطأ، وعليك بتعميم ما يتعلمه طفلك في الحياة والقيام بالأنشطة المختلفة، فتساعد الأنشطة المختلفة على تقسيم اليوم، لذا تأكد من إدخال بعض الأنشطة العملية والبدنية والقراءة، وذلك يعتمد على عمر طفلك وما يحبه، يفضل بعضهم القراءة، بينما يفضل بعضهم الآخر مزيداً من العمل البدني والتدريب العملي، مثل (تمارين رياضية مع الأغاني للأطفال – جولة افتراضية في متحف على الإنترنت – تجربة علوم فيزيائية أو كيميائية آمنة - مشاهدة فيلم وثائقي – تحويل وقت الغداء إلى فصل طبخ).
- لا تعاقب طفلك بسبب درجاته السيئة: ذكرت مراراً وتكراراً أهمية حبنا لأطفالنا كما هم، دون قيد أو شرط، سواء كانوا بيضاً أو سمراً، ناجحين أو لا، درجاتهم مرتفعة أو لا، وشعارنا “نحبك كما أنت”.
ولكن للأسف لا يزال بعض الأهل يضعون معيار الحب بالدرجات الدراسية، فعندما يحصل على علامة جيدة يحبه، وعندما تنخفض علامته يوبخه ولا يتقبله، وهذا أمر مؤذٍ نفسياً للغاية ويحطم نفسية الطفل ويفقده الثقة بنفسه وبأنه غير مقبول إلا حينما يكون ناجحاً، ويعلمه أيضاً طرقاً خطأً للحل عند مواجهة المشكلات، فأنت كمربٍّ حينما تفعل ذلك الآن مع طفلك فلا تستغرب أن يقوم طفلك بحلول تزعجك لمواجهة مشكلة ما، وإن كانت تلك المشكلة أنت! فانتبه من الآن فصاعداً، ويكفي طفلك خجلاً أن علامته السيئة قاربت على كتفه، وأخبره أنها ليست نهاية العالم، وأن هناك فرصة أخرى، وفكرا معاً كيف يمكن أن نحلها وأين كان الخلل، ونبذل جهدنا من جديد والنتائج كما تأتي لا تهمنا ما دمنا فعلنا ما بوسعنا.
- مفيش فايدة: قد تشكو بعض الأمهات أنها فعلت كل ذلك ولا فائدة تذكر أو نتيجة ملموسة مع الطفل ولم يتقدم مستواه، وقد يكون ذلك لعدة أسباب، منها: أن الأم تعتقد أنها فعلت كل الطرق الممكنة لكنها لم تفعل أو فعلت بشكل غير مطلوب، وأن الطفل لديه مشكلة ما مثل صعوبات تعلم أو غيره، وهذا يحتاج طرقاً خاصة للتعلم، وأن البيئة غير ملائمة، وتوجد مشاكل تؤثر على نفسية الطفل، وهذا يحتاج تلقي مساعدة، أو أن طريقة شرح الأبوين تختلف عن المعلم، وهذا يجعل الطفل يرتبك ولا يستوعب بشكل جيد، عصبية الوالدين ونفاد صبرهما والجدية الزائدة عن الحد، عدم امتلاك الوالدين لمهارات التدريس ومحدودية الثقافة لديهما وعدم امتلاكهما بعض المهارات التكنولوجية البسيطة لتدريس الطفل، ضغوطات الحياة، ضيق الوقت، عدم السيطرة على الأبناء وعدم فهم شخصياتهم واحتياجاتهم، صعوبة بعض المواد الدراسية بما يفوق مستوى الأهل.
وختاماً..
فإن لكل شيء مميزاته وعيوبه، فكما قد تكون الدراسة في البيت والمذاكرة للطفل أمراً جيداً ويساعدنا على التحكم في الوقت بشكل أفضل، ويعطي فرصة للتقرب من الطفل وقضاء وقت أكبر معه ومشاركته حياته، ونستطيع من خلالها الاستفادة من ذلك بالتخطيط والإعداد الجيد، فإنها قد تكون أسوأ وقت يمر علينا، ولا نريد أن يأتي المساء بسبب الأحداث المأساوية التي سنعيشها أثناء التدريس للطفل، أو أن الطفل يأتي مجبراً بعد بكاء ونحيب، ويصير وقت الدراسة له عذاباً سعيراً.
حياتنا قرارات صغيرة نتخذها كل يوم، ونحن من يقرر كيف نريد أن نحيا، بإمكاننا أن نسعد أنفسنا بتخطيط بسيط والتزام مستمر، وبإمكاننا أن نتركها للعبثية فنتعس أنفسنا وأطفالنا.. وهذا ما لا نريده بالتأكيد، لكن القرار لك.
لتجنب صراعات شراء الألعاب والمصاريف غير الضرورية.. أهمية التربية المالية للأطفال وطرق عملية لتطبيقها
تعتبر إدارة الأموال مهارة حياتية مهمة يمكن للأطفال البدء في تعلمها في سن مبكرة.
يساعد تعليم هذه المهارة الأطفال على تمكينهم من التعرف على احتياجاتهم وفهم مبدأ الادخار وقيمة المال والمصروف.
لكن عند تعليم الأطفال كيفية استخدام المال، يجب الاعتماد على أنشطة اللعب والتعلم التي تنطوي على المال. بالإضافة إلى مساعدتهم على خوض تجارب الشراء والصرف بأنفسهم.
أفكار للعب وشرح مبادىء التربية المالية في عمر 3 – 6 سنوات
أظهرت دراسة نشرتها خدمة Money Helper التابعة للحكومة البريطانية أن التجارب المبكرة التي يمر بها الأطفال مع المال يمكن أن تشكل سلوكهم المالي كبالغين، وفقاً لتقرير نشر في صحيفة The Guardian.
وجدت الدراسة أنه بحلول سن السابعة يكون معظم الأطفال قادرين على فهم قيمة المال والتمييز بين الاحتياجات والرغبات وفهم أن بعض خيارات الصرف لا رجوع فيها أو ستسبب لهم مشاكل في المستقبل.
لذلك من المهم البدء في عمر مبكر، وهذه بعض الأفكار المفيدة:
- أظهر لطفلك عملات مختلفة وتحدث عن أسمائها وأشكالها وأحجامها وألوانها وقيمها ورموزها.
- ساعد طفلك في ترتيب العملات المعدنية والأوراق النقدية من أصغر حجم إلى أكبر حجم، ثم من أصغر قيمة إلى أكبر قيمة.
- عندما تذهب للتسوق، امنح طفلك نقودك للدفع.
- عندما يكبر طفلك، اسمح له بأخذ أمواله الخاصة وشجعه على الدفع تحت إشرافك.
- أظهر لطفلك كيف تقوم بسحب الأموال من أجهزة الصراف الآلي. واسمح له بإدخال المبلغ أو النقر على البطاقة واستلام النقود عند خروجها.
- أظهر لطفلك كيف تأتي الأموال من حسابك عبر الإنترنت عند إجراء عملية شراء عبر الإنترنت، أو عند الدفع في محل البقالة أو رحلة الحافلة أو القطار.
- انتبه لفضول طفلك وأسئلته. وإذا أظهر طفلك اهتماماً بالمال، فاستخدمه كفرصة لإجراء محادثة حول كيفية عمل المال والأموال المستخدمة في المجتمع وحياة أسرتك.
كيف تجيب عن سؤال: “من أين يأتي المال”؟
من المهم أن يعرف طفلك أن الأموال التي تستخدمها عائلتك لشراء الأشياء تأتي من مكان ما، على سبيل المثال، من عملك والحكومة وما إلى ذلك. وإليك بعض الأفكار لشرح ذلك من خلال الأنشطة واللعب:
- اشرح من أين تحصل على أموالك. أظهر لطفلك حسابك المصرفي أو حسابك عبر الإنترنت حتى يتمكن من الفهم. أو يمكن أن تشرح له الطريقة التي تستلم بها أجرك.
- إذا حصل طفلك على أموال بمناسبة عيد ميلاده، اشرح له أن هذا يحدث فقط في المناسبات الخاصة وأن هذه ليست طريقة يومية لكسب المال.
- امنح طفلك مصروفه الخاص. ويمكن أن يكون ذلك من خلال تعليم الطفل فكرة أنه يمكنك الحصول على المال مقابل العمل والقيام ببعض المهام.
- علم طفلك أن هناك طرقاً أخرى لكسب المال، على سبيل المثال، بيع الحرف اليدوية أو الطعام محلي الصنع أو غسل السيارة العائلية أو تنظيف النوافذ.
- قراءة الكتب وسيلة ممتعة لطفلك لمعرفة المزيد عن المال. اختر قصصاً تشرح فكرة الدخل والمصروف والإدخار.
من المهم أن تشرح للطفل الفرق بين صرف المال من أجل الاحتياجات أو الرغبات
من المهم أن تشرح للطفل أن المال لشراء الأشياء التي نحتاجها ونريدها وتلزمنا يومياً مثل الطعام والشراب. وكذلك لشراء الأشياء التي نرغب بها لكن يمكننا العيش بدونها.
عندما يفهم الأطفال الفرق بين الاحتياجات والرغبات، يمكنهم البدء في التعرف على أساسيات الميزانية والادخار. وهذا يتعلق بإنفاق أموالك على الأشياء التي تحتاجها أولاً.
ثم يمكن أن تشرح للطفل أنه إذا كان لديك أي أموال متبقية بعد شراء ما تحتاجه، فيمكنك إنفاقها على الأشياء التي تريدها، أو يمكنك حفظها وادخارها.
يمكنك تطبيق هذه الأفكار لتساعده على فهم الفرق:
- اطلب من طفلك إلقاء نظرة على كتالوج التسوق وإبراز الأشياء التي تحتاجها عائلتك والأشياء التي يريدها.
- إذا كان طفلك أكبر سناً، اجعله يكتب قائمة باحتياجاته ورغباته. أو يمكنك عمل قائمة تسوق في السوبر ماركت معا، والتحدث عن الأشياء التي تحتاج إليها وأيها ترغب بها لكنها ليست احتياج أساسي.
- إذا تبرعت بالمال لجمعية خيرية، فاستخدم ذلك كفرصة لمناقشة كيفية مساعدة الأشخاص الذين ليس لديهم ما يكفي من المال لتلبية احتياجاتهم.
- تحدث عن كيفية محاولة الإعلان التأثير على احتياجاتنا ورغباتنا.
- يتعلم الأطفال الكثير عن إدارة الأموال من خلال مشاهدة كيفية استخدامك للمال في حياتك اليومية. يمكنك التأثير على مواقف طفلك تجاه الإنفاق والادخار عن طريق استخدام المال بشكل مسؤول في حياتك الأسرية اليومية.
طرق لتعليم الطفل مبدأ الميزانية والادخار
- للأطفال الأصغر سناً، قم بإعداد برطمانات النقود مع تسميات مثل “إنفاق” و”ادخار” و”تبرع / صدقة”. وشجع طفلك على اتخاذ قرارات بشأن أين ينفق أمواله، كما يشير موقع Forbes.
- شجع طفلك على التفكير في أهداف الادخار قصيرة الأجل وطويلة الأجل لصرف المال. على سبيل المثال، قد يكون الهدف قصيراً المدى عبارة عن شراء كرة جديدة، وقد يكون الهدف طويل المدى عبارة عن مجموعة Lego جديدة. وقرروا سوية الأولويات وكيفية صرف المال.
- أشرك طفلك في التخطيط والميزانية للأسرة. على سبيل المثال، إذا كان طفلك يريد الحصول على حيوان أليف، ففكروا معاً في التكاليف للطعام والألعاب والفحوصات وما إلى ذلك.
قنبلة موقوتة قادرة على هز دولة بحجم أمريكا.. لماذا يرتكب المراهقون جرائم صادمة؟
تشتهر مرحلة المراهقة بالعديد من الاضطرابات، سواء أكانت نفسية أم سلوكية، أو حتى جسدية، لكن دائماً ما تستوقفنا حالات العنف في سن المراهقة، ونشعر بالصدمة من ارتكاب شخص في مقتبل شبابه أعمالاً تقشعر منها الأبدان.
صحيح أنه لا يمكن أبداً التنبؤ بسلوكيات الآخرين، إلا أن هناك العديد من العوامل التي تجتمع معاً وتؤدي في نهاية المطاف إلى خلق شاب مراهق لديه ميول ودوافع قوية لممارسة العنف، وجرائم إطلاق النار على المدارس في أمريكا ليست بعيدة.
70% من جرائم إطلاق النار العشوائية ارتكبها مراهقون
ذكرت الصحف الأمريكية خلال اليومين الماضيين أن 70% على الأقل من جميع حوادث إطلاق النار في المدارس، التي وقعت منذ عام 1999، نفَّذها أشخاص تقل أعمارهم عن 18 عاماً، وذلك عند حساب الحالات التي تم فيها تسجيل عمر مُطلق النار.
وكان أصغرَ المجرمين المتورطين في تلك الجرائم طفلٌ يبلغ من العمر 6 سنوات في الصف الأول، أطلق النار على زميلة له في الفصل، عام 2000، بمسدس من عيار 32 ملم، بعد أن قال إنه لا يحبها.
واستناداً إلى الحوادث التي وقعت خلال تلك الفترة وحتى اليوم، كان متوسط عمر مطلقي النار على المدارس هو 16 عاماً، باستثناء 86 حالة، حيث يكون عمر مطلق النار غير معروف.
وأفادت صحيفة Washington Post الأمريكية، أنه في الحالات التي يمكن فيها تحديد مصدر السلاح الناري المستخدم، أحضر أكثر من 85% من مطلقي النار تلك الأسلحة من المنزل، أو حصلوا عليها من خلال الأصدقاء أو الأقارب.
ووقعت واحدة من أكثر الهجمات دموية في أمريكا يوم الثلاثاء، 24 مايو/أيار 2022، حيث جرى إطلاق نار على مدرسة ابتدائية في أوفالدي بولاية تكساس، وتوفي فيها ما لا يقل عن 19 طفلاً، وشخصان بالغان.
وكان المشتبه به مراهقاً أمريكياً يبلغ من العمر 18 عاماً. وقالت السلطات لصحيفة Houston Chronicle، إن المشتبه به اشترى بندقيتين من طراز AR-15 في اليوم التالي لعيد ميلاده الثامن عشر.
عوامل عديدة تؤدي لخلق مراهق مجرم
وبعيداً عن قوانين حق امتلاك السلاح في الولايات المتحدة الأمريكية، التي أتاحت الفرصة لمراهقين في أعمار تتراوح بين 16 و18 سنة فقط، للحصول على سلاح ناري دون عمليات تدقيق في خلفياتهم أو حالتهم النفسية والعقلية، لكن من المثير للاهتمام أن يمتلك أشخاص في هذه السن الحساسة دوافع تدفعهم لارتكاب مثل تلك الجرائم الصادمة.
قد تشير بعض التجارب الحياتية التي يتعرض لها الطفل إلى تضرر نفسيته وقواه العقلية، خاصة إذا لم يتلق الرعاية المتخصصة للتعامل مع الصدمات الكبرى، التي أثرت عليه خلال سنوات الطفولة والمراهقة.
ومع ذلك قد تشير بعض السلوكيات أو الخبرات التي يتعرض لها الطفل إلى قابلية توجهه إلى الجريمة والسلوك العنيف للتعبير عن مشاعره وتنفيس تلك الطاقة المكبوتة وغير المُعالجة.
لذلك من الضروري دوماً ملاحظة العوامل التي تؤثر بالسلب على الطفل خلال الطفولة والمراهقة، بشكل قد يدفعه إلى العنف، أو حتى تقف وراء سلوكياته التي تستدعي رعاية وعلاج متخصص قبل فوات الأوان.
لماذا يلجأ المراهق إلى العنف؟ وما عوامل الخطورة؟
لسوء الحظ، في متوسط شبه يومي بجميع أنحاء العالم، من المحتمل أن تجد خبراً صادماً واحداً على الأقل في الأخبار، حول ارتكاب طفل مراهق لجريمة عنيفة.
وتتنوع أسباب العنف، سواء أكان ذلك قتالاً وعمليات تخريبية أم جرائم قتل. في كثير من الأحيان تكون هناك مجموعة متنوعة من العوامل التي تجتمع لدى الطفل في حياته، تزيد احتمالية أن يصبح مراهقاً عنيفاً ومتورطاً في الأعمال الإجرامية.
1- عندما يكون العنف أمراً طبيعياً بالنسبة له
يلعب تاريخ سوء المعاملة والإهمال والصدمات في حياة الطفل دوراً مهماً في زيادة السلوك العدواني أو العنيف لديه عندما يصبح مراهقاً.
وتشير الأبحاث وفقاً لمجلة Community Psychology لعلم النفس، إلى أن التعرض المستمر للعنف في المنزل ومن قِبَل الأفراد في المجتمع يجعل العنف أمراً طبيعياً لدى المراهق في نهاية المطاف.
وبالتالي يُعد وجود تاريخ من السلوك العدواني، سواء بين أفراد أسرته وبعضهم البعض، أو ضده بشكل مباشر، دافعاً إلى زيادة خطر تصرف المراهق بعنف وارتكابه الجرائم.
2- انخفاض الذكاء وصعوبات التعلُّم والإدمان
كذلك يُعد المراهقون الذين يعانون من انخفاض معدل الذكاء أو العجز المعرفي أو اضطرابات التعلم أكثر عرضة للتصرف بعنف، كما يعتبر نقص الانتباه وفرط النشاط من عوامل الخطر.
إذ تلعب قضايا الصحة العقلية والاضطراب العاطفي دوراً في خلق وتطوير السلوك العنيف، لكن من المهم ملاحظة أن معظم المراهقين المصابين بمرض عقلي لا يصبحون عنيفين بالضرورة أيضاً.
كذلك تزيد المعتقدات المعادية للمجتمع والمشاركة في نشاط غير قانوني -مثل تعاطي المخدرات واستهلاك الكحول- من فرص أن يصبح المراهق عدوانياً وعنيفاً جسدياً.
علاوة على ما سبق، عادة ما يكون الطلاب الذين يكون أداؤهم ضعيفاً أثناء المدرسة الابتدائية معرضين بشكل متزايد لخطر السلوك العنيف أثناء المدرسة الثانوية.
كما أن المراهقين الذين يتركون المدرسة أو يهربون من حصصهم الدراسية يكونون أكثر عرضة لارتكاب أعمال عنف، وأن يصبحوا ضحايا للعنف كذلك، وفقاً لدراسة منشورة Frontiers للأبحاث العلمية.
3- عوامل الخطر الأسرية والاجتماعية
يمكن للمجتمعات ذات المساكن المتدنية وتدهور الوضع الاقتصادي للأسرة أن يُسهم في شعور الأطفال بأن المجتمع لا يهتم بهم، وفي بعض الأحيان يعبّرون عن غضبهم من خلال العنف في سن المراهقة وارتكاب الجريمة.
يمكن أن يؤدي الانضباط غير المتوازن والتربية المضطربة للطفل في زادة فرص تحوله إلى مراهق عنيف ومتورط في الأعمال الإجرامية بأنواع.
ويُؤدي التأديب القاسي بشدة، أو المتساهل بشكل مفرط، إلى جعل المراهقين يتصرفون بشكل غير قانوني على الأغلب، وفقاً لمسوحات واستطلاعات أجراها الخبراء، بحسب موقع Very Well Mind للصحة النفسية والعقلية.
كما أن الافتقار إلى الإشراف يمنح المراهقين فرصاً أكبر للانضمام إلى العصابات، وتعاطي المخدرات، والانخراط في أعمال العنف والتخريب.
وبشكل أساسي، يؤدي الافتقار إلى الارتباط العاطفي بالوالدين إلى زيادة احتمالية تصدي الطفل لأي سلطة، وبالتالي يرتكب العنف في سن المراهقة.
4- الاضطرابات الأسرية المستمرة
تُسهم إصابة واحد أو كلا الوالدين بالمرض العقلي في عدم استقرار الحياة المنزلية والعلاقة بين الوالدين وأبنائهم، ما قد يزيد من خطر تعرض الطفل للعدوانية، وارتكابه العنف في سن المراهقة.
وقد يزيد الإهمال والإساءة في مرحلة الطفولة من فرص ارتكاب المراهق جريمةً عنيفةً. وتُسهم البيئات الأسرية المجهدة والمضطربة، مثل عدم غياب الأب عن المنزل، أو الصراع المستمر في المنزل، أو ارتكاب الوالدين لأعمال عنف وجرائم، إلى انعدام شعور الثقة والأمان عند الطفل، ما يؤدي بالتبعية إلى ارتكابه العنف في سن المراهقة بشكل خاص، بحسب مجلة Scientific American العلمية.
كما أنه من المهم للرقابة الأسرية أن تساعد الطفل على اختيار دائرة الأصدقاء المقربين بعناية، لكي لا يكونوا بدورهم عوامل جذب للطفل إلى نطاق الجريمة والأعمال الخارجة عن القانون.
كيف تقدم المساعدة لطفلك؟
بشكل رئيسي، يجب على الآباء والمدرسين وجميع من يقدم الرعاية للطفل أن يلاحظ عن كثب أي علامات عنف تظهر في سلوكيات الطفل.
إذا رأيت علامات عنف فمن المهم أن تطلب المساعدة الفورية لابنك المراهق، حتى الأعمال العدوانية المتوسطة، مثل ضرب الأخ الأصغر أو تدمير الممتلكات عن قصد، لا ينبغي تجاهلها أبداً.
إذ يمكن أن يزداد العنف سوءاً بمرور الوقت إذا تُرك دون معالجة.
تحدث إلى طبيب نفسي متخصص في رعاية سن المراهقة إذا كانت لديك مخاوف. قد يوصي الطبيب عند تعذّر تعديل السلوك بتوجيه طفلك إلى العلاج مع أخصائي الصحة العقلية.
لا تمنع أطفالك من الشجار دائماً.. هكذا ينمّي شخصياتهم ويطوّرها بشكل لا تتخيله
خروجاً عن المألوف وتغريداً خارج السرب، أردت أن أزف إليكم البشرى أولاً قبل النعاء، فعندما نتكلم عن الشجار بين الأبناء يتوقع الجميع سرد سلسلة لا تنتهي من الشكاوى، وتعديد المشاحنات التي يقوم بها الأبناء وكيف أنهم عجزوا عن الحل، وأن الأمر صار متروكاً لرب السماء.
وفى الغالب حينما يود الأبوان تناول هذه المشكلة وعلاجها بين الأبناء، يكون التركيز على الأسباب المؤدية للمشكلة، ومن المشاغب الذي افتعل الشجار وكيف نعاقبه أو نعاقب جميع الأطفال الذين يسببون الإزعاج للأبوين ويجعلونهما يفقدان السيطرة على أعصابهما ويثيرون جنونهما.
ولكن اليوم سنلفت انتباه الجميع إلى فوائد الشجار العظيمة، وأثرها في تربية الأبناء، قبل أن نستطرد في الأسباب المؤدية للشجار بين الأبناء، وكيف نتعامل معه بطريقة تربوية حكيمة.
للشجار بين الأبناء فوائد عظيمة أهمها:
أنه يعد ظاهرة طبيعية وصحية؛ نتيجة لتقارب الأعمار والاهتمام بين الأبناء بشكل كبير في الأسرة الواحدة، إضافة إلى ارتفاع حدة التنافس بين الأبناء من منهم الأهم والأقوى والأكثر حضوراً، كما أنه يسهم في نمو الشخصية وتطورها، وذلك من خلال تعزيز قدرة التفاوض لدى الطفل، وقبوله لمبدأ الربح والخسارة، وأيضا تمكينه من الدفاع عن حقوقه بدون أن يتسبب في إلغاء حقوق الآخر وإيذائه، بالإضافة إلى أنه يجعلهم أقدر على إبراز شخصياتهم، وخاصة أن بعض ردود الأفعال الصادرة منهم تنم عن ذكاء وسرعة بديهة وحسن تصرف.
ويعد تقدير الأهل لاندفاع أبنائهم أثناء اللعب وتفاعلهم مع بعضهم بعضاً له دور كبير في توجيههم إيجابياً من خلال إعطائهم الحرية الكافية؛ ليطوروا مهاراتهم ويبدوا آراءهم بصراحة، وبعيداً عن الخوف والتدخل المقيد لمشاعرهم، فهو فرصة للكشف عن شخصية الطفل وطريقته في الدفاع عن نفسه في حال أحس بالظلم من قبل إخوته، لذا فإن التدخل السريع للآباء للحد من الخلافات يقيد مهارات الأبناء، ويقتل روح المنافسة فيهم، ويمنعهم من التعبير عن مشاعرهم بحرية وضمن حدود الأدب، إضافة لكون الشجارات بين الأبناء تعزز ثقتهم بأنفسهم، وتسهم في تنمية عقولهم وتطوير مهاراتهم الفردية، بالإضافة إلى تعلمهم مبادئ اللعب بشكل جماعي.
إن شجار الأطفال إحدى الوسائل لإثبات الذات والسيطرة، وكلتاهما من الصفات اللازمة لنجاح الإنسان في الحياة، بل الشجار فرصة يتعلم فيها الطفل كثيراً من الخبرات، منها وجوب احترام حقوق الآخرين، والعدل والحق والواجب، ومعنى الصدق والكذب، وأهمية الأخذ والعطاء بأسلوب يحقق له المحافظة على حقوقه وحقوق الآخرين، ولكن حتى يبقى الشجار إيجابياً وشكلاً من أشكال المنافسة، فلا بد أن تكون بيئة الطفل آمنة، تخلو تماماً من الأدوات الحادة، وهذا بجانب الدور الرقابي للأهل.
ومن أهم ما يتعلمه الطفل من الشجار هو رسم الحدود، فالأطفال من خلال خلافاتهم مع أقرانهم وشجارهم الناتج عن هذه الخلافات ومن ثم تسويتها ومعالجتها؛ يتعلمون حدود رغباتهم، وأين تقف حقوقهم وحقوق الآخرين. ويتعلمون أيضاً الابتعاد عن الأنانية، فعندما يرى الطفل أن ليس كل من حوله سوف يتنازل له عن حقوقه ويساير رغباته ويفهم أن الآخرين لديهم حقوق ورغبات تخف لديه مستويات الأنانية والفردية التي اعتادها.
تعلم الطفل استراتيجيات حل المشكلات وإدارة الأزمات فتحتاج كمربٍّ لاحقاً أن تخلق موقفاً لتعلم طفلك كيف يستطيع الحل، ولكن الشجار يعطيك فرصة وخبرة تربوية فعلية لتعليم الطفل تلك الاستراتيجيات، ويخرج منها بخبرات حياتية علمية وعملية، بدلاً من مجرد الشجار لتفريغ الغضب والقوة.
إضافة إلى التعرف على القوانين في المجتمع والحياة ورغبات وحقوق الآخرين وواجباته تجاههم، وما هو مقبول من تصرفاته وما هو مرفوض من أنانيته، فالشجار يعلمه كيفية التعايش، ويحدث عندما يشتد الخلاف بينهم، إذ لا يزال الأطفال يتعلمون التحكم في عواطفهم؛ لذا ليس هذا أمراً غريباً.
الضرر الناتج عن منع الطفل من التشاجر أكبر من الشجار نفسه.. كيف ؟!
يعتقد معظم الأهل أن الحل دائماً يكمن في المنع، ولكن على العكس تماماً فقد يكون للمنع آثار ونتائج عكسية أكبر بكثير من ترك الطفل يتشاجر، ومن هذه الأضرار هو قمع الطفل وإلغاء شخصيته، بالإضافة إلى أنها تمنعه من الدفاع عن نفسه حتى لو بالنقاش، وتفقده القدرة على التفاعل مع الغرباء بثقة، فالخلافات والمناوشات والرغبة الكبيرة في فرض السيطرة تزعج الآباء من أبنائهم وتضايقهم وتدفعهم للتدخل وقمع انفعالات الأطفال الطبيعية الناتجة عن الحماس وإثبات الذات، وهي في الحقيقة حالة إيجابية يجهل أهميتها الكثيرون، ويعتبرونها مصدر قلق يزيد من ضغوطاتهم اليومية، لذا فإن التدخل السريع للآباء للحد من الخلافات يقيد مهارات الأبناء، ويقتل روح المنافسة فيهم، ويمنعهم من التعبير عن مشاعرهم بحرية وضمن حدود الأدب، حيث إن تدخل الأهل في كل كبيرة وصغيرة يجعل الابن اتكالياً مهزوزاً لا يقوى على حل مشاكله، الأمر الذي يتسبب في خوفه من المواجهة والدفاع عن نفسه.
إذن.. لماذا يتشاجر الأبناء؟
يخيل للكثيرين أن شجار الأبناء يكون لأسباب تافهة وصبيانية للغاية، وأنها طبيعة المرحلة وتنقضي بانقضائها، ولكن الشجار بين الأبناء قد يكون له أسباب صحية تعود إلى خلل في إفرازات الغدة الدرقية، أو الشعور بالإجهاد، أو الإمساك المزمن نتيجة سوء التغذية وسوء حالة الطفل الصحية.
وقد يكون سبب الشجار يعود لطبيعة المرحلة العمرية بالفعل، فالأبناء أقل من 12 عاماً يتعاركون لجذب انتباه الأبوين، حتى لو كان جذب الانتباه يتم بشكل سلبي من خلال العراك، وأما الأبناء فوق الـ12 عاماً فله عدة أسباب، أبرزها عدم احترام حدود الآخرين، سواء بالتعدي على خصوصياتهم أو بأخذ أشيائهم دون استئذان.
وهناك أسباب تتعلق بالبيئة والأسرة والتربية، منها:
– الغيرة، وذلك عند تفضيل أحد الأبناء على الآخر وإعطائه اهتماماً يفوق الباقين؛ مما يولد البغضاء بينهم، خصوصاً عند وجود مولود جديد بالأسرة.
– الرغبة في القيادة والتزعم: بعض الأطفال يولدون ولديهم الميل نحو القيادة والسيطرة على المحيط وخاصة الأقران، وفي سبيل تحقيق هذه الغاية القيادية يلجأ هؤلاء الأطفال إلى الشجار كوسيلة لجعل الآخرين يخافونهم وينضوون تحت قيادتهم.
– مشاهدة العنف، سواء الأسري أو في مشاهد افلام الكارتون وغيرها، فالصراع بين الأبناء في أحيان كثيرة يحاكي الصراع الناشب بين الأبوين أو محاكاة لمشاهد السينما.
– ممارسة القيادة من الطفل الأكبر، وذلك عندما يُطلب منه أن يعتني بأخيه الأصغر دون تَعليمه طُرقاً محددةً للقيام بذلك.
– عدم إشباع حَاجة الطفل إلى الاهتمام، فيلجأ إلى الحصول عليه بأي شكل حتى لو عن طريق الإتيان بسلوكيات خاطئة، خاصة إذا كان الوالدان لا ينتبهان إلى الطفل إلا عندما يرتكب الخطأ.
– شعور الطفل بأنه غير مرغوب فيه، بسبب رفض الوالدين سلوك أحد الأبناء، فيلجأ إلى الشجار بين إخوته أو ضربهم حتى يلفت انتباه الأبوين إليه بصورة غير مباشرة.
– تقليد الطفل الأصغر للأكبر والرغبة في مُلازمته.
– استعراض القوة: في بعض الأحيان يلجأ الطفل إلى الشجار مع أقرانه، وخاصة في المدرسة كوسيلة لاستعراض قوته وإظهار قدراته أمام الآخرين طمعاً بنيل الإطراء والإعجاب.
- الترفيه الزائد للطفل، وتلبية كل رغباته، ووجود كثير من الألعاب لديه وربما بغرض التقليد فقط، إضافة إلى عدم تَعلم المُشاركة بعد، لأنها أمر مُكتسب بالتعلم.
– فرض الرأي: الكثير من الأشياء تقف عائقاً أمام الطفل وهو يحاول إبداء رأيه في العديد من الأمور، وبين أقرانه تجده متعنتاً أكثر لرأيه ومتعصباً لقناعاته، وعندما يجادله أحد أو يقف على الطرف النقيض قد نجده يستخدم الشجار لفرض رأيه بالقوة.
– إثبات الذات: يرى بعض الأطفال في افتعال الشجار مع أقرانهم إثباتاً لوجودهم وقوتهم وقدرتهم على فرض رغباتهم بالقوة.
-البيئة السامة تربوياً: وهي أن ينشأ الطفل في بيئة مليئة بالعنف والعصبية والصوت العالي والمشاحنات اليومية.
– انشغال الوالدين في العمل وترك الأطفال بمفردهم دون اهتمام أو توجيه.
– خلافات على أشياء محددة: مثل اللعب أو الحصول على بعض الأشياء أو الغيرة من بعضهم، وهذا غالباً ما يحدث بين الأشقاء في نفس المرحلة العمرية.
– الخلاف بين المصالح والرغبات: فلكل طفل رغباته الخاصة وحاجاته ومصالحه التي لا يستغني عنها لصالح أحد، كما يحدث مع الأقران في المدرسة.
– الأنانية: الأطفال لا يتنازلون عن أي من الأشياء التي يرونها حقاً أو ملكاً لهم، ويريدون كل الأشياء لأنفسهم، فهم لم يتعلموا بعد قيم المشاركة وحقوق الآخرين، ولهذا نجدهم يتورطون في الشجارات عندما يأتي أحد ويهدد ما يرونه حقاً لهم.
– الطبيعة النفسية لكل طفل: فبعض الأطفال بسبب طبيعتهم النفسية والبيولوجية أو حتى الوراثية وتربيتهم المنزلية لديهم ميل أكثر نحو استخدام القوة والعدوانية وافتعال العراك مع الأقران أكثر من غيرهم.
وكما أن للشجار فوائد، فله آثار سلبية تؤثر على الأبناء نفسياً وتربوياً منها:-
– تعلم حل الأمور بالطريقة الخاطئة: فالشجار هو طريقة خاطئة في تسوية الخلافات والتعبير عن الرأي والرغبات، والنجاح في الحصول على ما يريد من خلال العدوانية والشجار سوف يعلم الطفل أن هذا أسلوب مجدٍ وسوف يستخدمه باستمرار.
– تشكيل العداوات: فخلال الشجار مع الأقران والاختلاف معهم يصنع الطفل العدوات ومشاعر الكراهية تجاه بعض الأشخاص.
– ضعف الشخصية والثقة بالنفس: إذا كان الطفل أقل قدرة أو أصغر سناً من الشخص الذي يتشاجر معه ولا يتمكن من مواجهته، فهذا سوف يؤدي إلى الخوف والتنازل عن الحقوق.
– الغيرة: وهذا الشعور تجاه بعض الأقران يحدث عندما يفشل الطفل في كسب المنافسة مع بعض الأطفال وبالتالي يتشكل لديه شعور الغيرة.
– كبت مشاعر الحقد والكره: من الآثار الأكثر سلبية لشجار الأطفال كبت مشاعر الحقد والكراهية، وهذا يخلق شخصية حقودة وسلبية في المجتمع.
– الغضب والعدوانية: فاتباع سلوك الشجار في تسوية الخلافات دائماً يؤدي لصنع شخصية عدوانية سريعة الغضب.
لا تمنعه ولكن علمه كيف يتشاجر:
التشاجر أمر فطري طبيعي غريزي لدى البشر، وهو صحي للغاية، فلا داعي أن تنكره أو تصف طفلك بأوصاف غير لائقة كونه يفعل أمراً فطرياً، ولكن الأفضل أن تعلمه كيف يتشاجر بطريقة صحية مع من حوله، فالشجار سيبقى أمراً لا مفر منه طوال الحياة، والمهم هو كيف نقوم به، وذلك من خلال أن تعلم طفلك كيف يتحكم بنفسه ويضبط أعصابه وقت الغضب، فلا يصرخ أو يشتم أو يعتدي على الآخرين لمجرد أنهم يختلفون معه في الرأي، ولكن دربه على طرق واستراتيجيات ينفذها وقت الغضب ليهدأ ويستخدم عقله بدلاً من عضلاته لحل تلك المشكلة بنفسه أو بالتعاون مع الآخرين دون إيذاء أحدهما للآخر.
علم طفلك قوانين الشجار، فهناك ممنوعات أثناء الشجار منها الضرب والعض والرفس والشتم وهكذا، وأما المسموح فالحوار والنقاش والمصارعة الجسدية من غير التعرض للوجه والأماكن الحساسة في الجسم.
علم طفلك التفكير الإبداعي، فاستثمر هذا الشجار ليكون فرصة للتربية، واطلب أن يقدموا لك الحلول المستقبلية للمشكلة حتى لا تتكرر، وربّهم على محاولة الوصول لحل المشكلة وليس التفكير فيمن سبب المشكلة.
متى نتدخل لفض التشاجر بين الأبناء؟
يحدث أن ترى طفلاً ينادي أمه كلما خدشته ورقة أو نظر له أحدهما، فتأتي الأم بسرعة أكبر من سيارة الإسعاف والنجدة لتلبي نداء طفلها وتعاقب من رمقه بنظرة أو كلمة بشدة، أو تذهب مع صغيرها لتشكو الآخر لأمه، وهكذا الحال كل يوم، فتخيل كيف ستكون شخصية ذلك الطفل مستقبلاً ؟!
والأصل أن لا يتدخل الوالدان، ولكن في حالة لو تحول الشجار إلى اعتداء جسدي أو ضرب يدوي أو شتم وصراخ بصوت عال، ففي هذه الحالات لا بد من التدخل لإيقاف الشجار، أما لو كان الشجار ليس فيه هذه الممنوعات فنتركهم يتشاجرون ويتصارعون ونراقبهم من بعيد، حتى نعودهم على مواجهة مشاكلهم لوحدهم، وفي حالة التدخل من الوالدين فينبغي أن يحافظوا على هدوئهم قدر الإمكان، فضبط النفس أحياناً يكون صعباً، ولكن هذا هو الصواب حتى نكون ناجحين تربوياً.
لبيوت أهدأ.. نصائح لتقليل الشجار بين الأبناء:
من أهم الحلول أن يعطي الوالدان من وقتهما للأطفال ويشبعاهم عاطفياً؛ لأن الإشباع العاطفي يجعل النفس مستقرة ومطمئنة، وإذا أردت أن تنتقد فانتقد السلوك لا الطفل، وإذا رأيت منهم تعاوناً فامدح هذا التعاون حتى تعزز روح التعاون والمحبة عندهم.
راقب الشجار من بعيد حتى تعرف من المعتدي والمخطئ، وعندما يأتون للشكوى يكون لديك المعلومة وتتصرف وقتها، وعاملهم بإنصاف فلا تقف بصف الصغير؛ لأنه صغير فقد يكون هو المعتدي، ولكن قف بصف المظلوم ضد الظالم، وناقشهم بأفكارهم التي دفعتهم للشجار، فلو تمسك أحدهم باللعبة وكانت هي سبب الشجار، فقل له هل من العدل أنك تأخذ اللعبة طول اليوم، وبين له كيف يكون عادلاً في تعامله مع أخيه، وشجع التعاون والمحبة بين الإخوة.
مكافأة الأبناء؛ وذلك عندما يتسامحون فيما بينهم ويظهرون روح التعاون فيما بينهم، يجب مكافأتهم، لتحفيزهم وتنمية روح التسامح فيهم، ولا تنتظر شجارهم لتنتبه وتهتم بهم.
علمهم بالقصة؛ احكِ لهم الكثير من المواقف التربوية من السيرة النبوية لتعليمهم بالقصة كيف عاش النبي والصحابة وكيف كانوا يحلون النزاعات عند وقوعها، ويعطون الأولوية للتسامح ونبذ الشحناء.
تجنب المقارنة، لأنه يخلق حالة من الغضب لدى الطفل تجاه إخوانه، وتواصل معه بشكل يومي لتعديل بعض السلوكيات السلبية بدون انتقاد لشخصه وإنما للسلوك السلبي الذي قام به.
احترس من المبالغة والمعايرة وتضخيم الأمور؛ وتذكر أن الشجار بين الإخوة أمر طبيعي، لا يحتاج لتضخيم المشكلة، أو معايرة الطفل بسلوكياته أو التسبب في الكراهية بين الإخوة والبغضاء .
اجلس مع كل طفل على حدة وبشكل منفصل، وحاول إفهام كل منهم الخطأ الذي قام به وساهم في استمرار العراك، وأن الحل ليس في إلقاء اللوم على الآخر، جميعنا وقت العراك نركز على تصرفات الآخرين ولا ننتبه لردود أفعالنا.
علم أبناءك قاعدة حياتية، وهي لا يوجد شخص بريء تماماً وآخر مذنب كلياً، لا يوجد شخص مسؤول مسؤولية كاملة عن أي مشكلة، إفهام الأطفال هذه القاعدة يسهل عليهم الحياة نفسها في المستقبل.
ساوِ بين أبنائك مع مراعاة معاملة كل طفل بالطريقة التي تناسب شخصيته، وسنه، ومستوى نموه.
ازرع الحب بينهم ليشعروا أنهم فريق متعاون لا أطرافاً متنازعة، وذلك بلفتات بسيطة جداً، مثل أعط أخاك اللعبة، بدلاً من أعط أحمد مثلاً.
علمهم التعبير عن مشاعرهم لكن بأدب، عندما يأتي إليك طفلك غاضباً من أخيه دعه يعبر عن مشاعره، ولا تشعره بالذنب لمشاعره التي هي طبيعية تماماً، فقط أرشده لكيفية التعبير عنها دون أن يخطئ في حق غيره.
علمهم بالقدوة، فلا يتشاجر الوالدان أمام الأبناء، وإن حدث فيكون في حدود المسموح وعدم التجاوز.
كلمة السر؛ يمكن أن تتفقوا على كلمة سر معينة، مثل “سمسم” وعندما يقولها أحد الطفلين أو أحد أفراد الأسرة معناه أن يتوقف الجميع عن الشجار؛ لأن الطرف الآخر قد احتد كثيراً، وتكون فرصة لأخذ هدنة ثم التفكير بهدوء والنقاش بحكمة.
المساحة المشتركة؛ حدد لهم ما يمكن مشاركته مع بعضهم وما لا يمكن مشاركته، حيث إن المطالبة المستمرة للطفل الأكبر بمشاركة ألعابه مع أخيه الصغير ستزيد الاستياء داخله، وعلمه طرقاً يحمي بها متعلقاته التي يخشى عليها، كالاحتفاظ بها على رف مرتفع أو وضع قفل للدولاب مثلاً، وعلم الصغير أن يستأذن أخاه الكبير قبل أن يلهو بلعبه، وخصص لكل طفل مكاناً يضع فيه أشياءه.
املأ وقت أطفالك بالأنشطة المتعددة، لأن الشجار ينتج عن شعورهم بالملل والفراغ.
وختاماً.. إذا كان ولا بد من العقاب، فليكن عقاباً نافعاً، كأن تطلب من ابنك قراءة كتاب أو قصة، ويحكي ما تعلمه منها للجميع، وأيضاً إن أفسد لعبة أخيه، فليكن عقابه أن يحول مصروفه إلى أخيه، حتى يتم تجميع مبلغ اللعبة، ويأتي له بواحدة بدلاً من التي كسرت، وهكذا تعلم طفلك أن العقاب يأتي بالحلول، ولا يحطم نفسية المخطئ، ويُشعره بالحقد أو الاضطهاد.
ليست العيدية والملابس الجديدة فقط.. 15 فكرة مبتكرة لقضاء أجمل عيد مع طفلك
يا ليلة العيد آنستينا..
انقضى شهر رمضان سريعاً كضيف خفيف على قلوبنا ليسلمنا لضيف آخر جميل وهو عيد الفطر المبارك، العيد يعني ذكريات رائعة نتذكرها منذ طفولتنا ونرويها لأطفالنا الصغار، فأمي تروي لنا كيف كان عيدهم وهم صغار وما أكثر شيء يسعدهم، ابتداءً من الذهاب للتسوق وهي قابضة على يد جدتي لشراء الملابس الجديدة واختيارها بدقة وعناية والاهتمام بتناسق الألوان، ومروراً بليلة العيد واللعب في الحارة حتى وقت متأخر، والاستماع إلى صوت الست أم كلثوم وهي تحيي العيد بأغنيتها الشهيرة “يا ليلة العيد أنستينا، وجددتي الأمل فينا يا ليلة العيد”. وكانت أمي وأخواتها يقلدن الست في غنائها ويمسكن بطرف المنديل مثلها ويتضاحكن.
“حمومة العيد” واجب مقدس
ثم لا ننسى بالطبع “حمومة العيد” والتي لها طابع خاص واستعداد معين، ثم تسريحة الشعر المقدسة ليكون جميلاً صباحاً وهي “الطاقية” والتي تكون بمثابة “بيبي ليس” و”سشوار” الغلابة، وأتذكر أيضاً لم تكن هناك مكواة للملابس فكانت تطوى بعناية وتوضع تحت مراتب السرير كي تكون جميلة صباحاً، وصباح يوم العيد يتفاخر كل طفل بجمال ملابسه ويذهبون بها لزيارة الأقارب.
كل ذلك روته لي أمي، ثم كانت لي ذكرياتي الخاصة في طفولتي للعيد أتذكرها أنا الأخرى، وسأرويها لأطفالي يوماً، وبالتالي فإن هناك أشياء أخرى نستطيع أن نصنع منها عيداً مختلفاً يتذكره أطفالنا عاماً بعد عام ويسعدهم أكثر من الملابس، وتجدد حياتكم وتملأها بهجة ويكون عيداً مميزاً وسعيداً للكبار والصغار، فما هي تلك الأفكار؟ سأخبركم بها..
أشياء تسعد طفلك في العيد أكثر من الملابس.. فما هي؟
بلا شك فإن الملابس الجديدة تسعد الطفل كثيراً، ولكن هناك أشياء أخرى ستسعده أكثر منها:
شارك طفلك الاستعداد للعيد: الطفل يسعد كثيراً حينما تأخذ برأيه وتشعره بأنه مثل الكبار ويعتد برأيه، ويسعد أكثر حينما يشعر بأنه يستطيع تقديم المساعدة، وخاصة إن كُلف بعمل يقوم به وحده يناسب عمره، ولهذا فقم بجمع العائلة قبيل العيد بعشرة أيام واسألهم عن أفكارهم لقضاء عيد سعيد مميز وجميل، ويمكنك أن توزع عليهم ورقاً وأقلاماً ملونة وتجعل كل واحد منهم يكتب أفكاره ثم تستخلصون منها أجمل الأفكار وتعتمدونها للاستمتاع بالعيد معاً.
شارك طفلك التسوق للعيد: من أجمل المتع التي يحبها الطفل على الإطلاق هو الذهاب للتسوق مع والديه، وخاصة لمناسبة سارة جميلة مثل العيد، فلا تحرم طفلك منها وخذه معك للتسوق للعيد، واسأله عن الحلوى التي يفضلها وشكل الزينة التي يريدها لتزيين غرفته، وخذ رأيه في كل شيء ستشتريه للبيت من مستلزمات العيد، ويمكنك أن تعطيه النقود ليدفع الحساب وأنت ترقبه بحب، فهي مهمة يحب الأطفال القيام بها كثيراً، ويشعر بأنه يقوم بمهمات مثل الكبار، وهي فرصة لتعليم الطفل بشكل مباشر وإعطائه خبرات واقعية وأيضاً صنع ذكريات سعيدة وتشكيل شخصيته بشكل غير مباشر.
ملابس العيد بهجة وليست معركة: قد يفرض بعض الأهل على أطفالهم شراء ملابس محددة، لون أو سعر أو شكل محدد، وتتحول بهجة شراء ملابس العيد إلى تعاسة وقد يكره الطفل ارتداء ما فرض عليه، ولذلك قبل الخروج من البيت لشراء ملابس العيد للطفل، اتفق معه على ما ستشترونه، خذ رأيه واسأله عما يفضل لتعرف أفكاره، واتفق معه على مبلغ محدد مخصص لشراء ملابسه، ويمكن الاتفاق على أمور ثابتة أو تفضيلات مناسبة نلتزم بها ويمكنه الاختيار منها والتركيز عليها، وبدلاً من النهي عن التفضيلات غير المناسبة، أعطِ لطفلك خيارات واجعله يشعر بحرية الاختيار، فبذلك تحقق هدفك، ويحقق طفلك أيضاً هدفه وتشبع احتياجاته النفسية وتحافظ على ذكرى شراء ملابس العيد سعيدة.
“تنضيفة العيد”.. والكحك والبسكوت: المشاركة في نظافة البيت وإعداده لاستقبال العيد، وخاصة غسل السجاد أو مسح البيت “أنشطة الماء” من الفعاليات التي يحب الطفل المشاركة فيها جداً ويُسر بالقيام بها، وبالتأكيد صنع مخبوزات وحلوى العيد بنفسه مع أمه يعطي للطفل فرحة وسعادة غامرة، فمن فضلك اسمحي لطفلك بمساعدتك وأعطيه جزءاً من العجين يشكله كما يحب، وخصِّصي له جزءاً من النظافة يقوم به ويكون مهمته الخاصة مع مراعاة طاقته، ولا تقومي بذلك بمفردك أو منتهزة غيابه أو نومه حتى تنتهي سريعاً من عملك، فانتبهي لأنك تحرمين طفلك من ذكريات سعيدة من حقه أن يشارك بها ويتعلمها ويحياها، وهي فرصة لتنمية مهارات الطفل الحركية الدقيقة وتقوية عضلاته، إضافة لإشباع احتياجاته النفسية وإسعاده.
تزيين البيت: الأطفال تحب الزينة كثيراً، وتحب المشاركة في صنعها أو تزيين البيت بها، فاسمح لطفلك بأن يشاركك، بل اطلب منه مساعدتك وخذ رأيه عن أي الأماكن يفضلها لتزيين كل مكان في البيت، وأشعره بأنه صاحب فكر ورأي وأثنِ على أفكاره، ويمكنك إضافة ملاحظتك له بأسلوب “المساعد” له، سيفرح الطفل وسيشعر بالقيادة وأنه قام بعمل عظيم وهو تزيين البيت لتلك المناسبة الهامة وهو العيد، ويمكنك مشاركة الصور مع الأهل وإعلامهم بأن طفلك هو من قام بصنع هذا الجمال في البيت، فالطفل يحب المدح والثناء كثيراً وسيربط ذلك ببهجة العيد دوما ويتذكره.
صلاة العيد: قد يغفل بعض الأهل عن حضور صلاة العيد ومشاركة الطفل بها ويقضون ذلك الوقت في النوم ثم يبدأ عيدهم الظهر أو العصر، ولكن حضور صلاة العيد فرصة رائعة لتقديم الأطفال إلى المجتمع الإسلامي الأوسع، وسيعلمهم أن العيد لا يقتصر فقط على الهدايا والطعام، وتتضمن سنة العيد حضور جميع أفراد الأسرة لصلاة العيد، وهذا يمنح الجميع الفرصة للاختلاط مع المجتمع الأوسع، وتبادل المجاملات وإعطاء الصدقة، وهذه من أجمل مراسم العيد وأكثرها تأثيراً في نفوس الأطفال.
المفاجآت: اصنع لطفلك بعض المفاجآت في العيد ولا تخبره بكل ما ستفعلونه، ويمكنك تحفيزه فقط بأن هناك مفاجأة جميلة في العيد تنتظره، الطفل يحب المفاجآت كثيراً وسيسعد بها، ويمكن البدء بها ابتداءً من صباح يوم العيد حينما يستيقظ ليجد هدية بجواره، ثم يمكنك أن تعد له “عيدية“ العيد بشكل مميز وأنيق، إضافة إلى صنع أكياس ملونة بها حلوى للأطفال وتوزيعها عليهم في العيد أو إعدادها مسبقاً على شكل قوالب وألعاب يحبها الأطفال كثيراً.
شارك الفرحة: الطفل حينما يسعد يحب أن يشارك فرحته، فيمكنك أن توفر له ذلك وتسمح له أن يساعدك في توزيع الهدايا والنقود على الأقارب والأحباب وأن تصطحبه معك لزيارتهم، وهناك فكرة رائعة أيضاً تعلمه العطاء وهي إعداد أكياس هدايا ملونة بها هدايا العيد للأطفال وتوزيعها عليهم قبيل صلاة العيد، اجعل طفلك يوزعها بنفسه واجعل له نصيباً منها فبذلك يتعلم العطاء ويرتبط معه بالسعادة ومشاركتها للآخرين.
حضّر وجبة خاصة بالعيد: واحدة من أجمل ذكريات العيد التي ستظل عالقة في ذهن أطفالك هي تخصيص وجبة مميزة للعيد لا تطبخها عادةً على مدار العام؛ كتحضير وجبة طعام شهية في صباح العيد، يليها تناول الحلويات والفواكه والمكسرات، فهذا يساعد على إعطاء رونق خاص وجو خاص مميز للعيد عند أطفالك.
العب مع طفلك: غالباً ما ينشغل الأهل باستقبال الزائرين والأقارب ويطلبون من الأطفال الخروج للعب مع أصدقائهم، ولكن الأجمل من ذلك أن تخصص لطفلك وقتاً وتلعب أنت فيه معه، وأيضاً يمكنك الإعداد لذلك بأفكار لألعاب جديدة لا يعرفها من قبل، ويمكن مشاركة كل أطفال العائلة معكما، وإقامة المسابقات بين الأطفال وإعطاء الجوائز للفائزين، والتقاط الصور والفيديو لتلك الذكريات الرائعة.
ارسم البسمة على وجه طفلك: أقصد هنا رسم البسمة من خلال إسعاده فعلياً وأيضاً الرسم نفسه وتلوين الوجه يحبه الأطفال، فيمكنك جمع كل أطفال العائلة وتلوين وجوههم بالأشكال التي يفضلونها، وهي نشاط بسيط غير مكلف لا يحتاج سوى ألوان طبيعية (غير ضارة.. تأكد من جودتها)، وفرشاة، ولكنها قادر على صنع بهجة غير طبيعية في نفوس الأطفال.
رحلة العيد: أجمل ما أحب وأتذكر العيد في طفولتي به هو “رحلة العيد” حينما كان يصطحبنا أبي لزيارة أقاربنا في مدينة بعيدة ما ونقضي أثناء الطريق وقتاً ممتعاً معاً، فيمكنك التخطيط مع طفلك مسبقاً لقضاء العيد في مكان ما كالذهاب إلى الساحل أو لأقاربكم، أو يمكنك مفاجأته بحجز تذاكر لمدينة الألعاب.
سينما العيد: حضر فيلماً مناسباً لعمر طفلك واجعله يساعدك في تحضير الفِشار (بوب كورن) والتسالي، ويمكنكما الاستمتاع بمشاهدة فيلم العيد وإقامة سينما منزلية وقضاء وقت ممتع معا، فالطفل يحب مشاركة المشاهدة كثيراً، فلا زلت أتذكر كيف كان يحضر أبي أفلام العيد وأستمتع بمشاهدتها على شرائط الفيديو قبل أن يكون هناك تلفاز أو إنترنت.
العيد في الدول الأخرى: احكِ لطفلك عن العيد في الدول المختلفة، وكيف يحتفل إخوتنا المسلمون فيه هناك، وما استعداداتهم للعيد، فبذلك تثري عقل طفلك معرفياً ويوسع خياله ومداركه ويشبع فضوله ويسعده، ويمكنك تجهيز فيديو مجمع عن الأعياد في الدول المختلفة، ثم تسألهم عن معلومات داخل القصة أو الفيديو وتعطي جائزة لمن يعرف الجواب الصحيح.
تكبيرات وأغاني العيد: شغل تكبيرات العيد وأغانيه من ليلة العيد وطوال أيامه واجعل طفلك يرددها، فهي تضفي جواً رائعاً ومبهجاً جداً، وخاصة مشاجرة الطفل على التكبيرات عقب كل صلاة، فيشعر الأطفال فيها بالحماسة والسعادة جداً.
ختاماً.. العيد فرصة عظيمة جداً للسعادة وكذلك لتربية الطفل وإثرائه بخبرات تربوية جديدة ومباشرة، فاحرص على أن ينتفع طفلك منها كل النفع، وخطط لذلك جيداً، ولا تنسَ أن تشرح لطفلك عن يوم العيد وأنه يوم الجائزة ومكافأة لنا على الصيام.
ويمكنك أن تخصص له هدية خاصة عن صيامه في رمضان والثناء على مجهوداته طوال الشهر، وأشعره حقاً بأن العيد هو يوم الجائزة. وحافظوا على طاقة البيت إيجابية وإيمانية وابتعدوا فيها عن أي توتر أو مشكلات، نريد أن نصنع ذكريات سعيدة لأطفالنا، فلنسعد أنفسنا أولاً.
برائحة الكعك والنوستالجيا.. أجمل 7 قصص أطفال عن عيد الفطر
إلى جانب الحلوى والثوب الجديد والعيدية، ربما تفكر بحيرة في طرق تربط طفلك بأجواء العيد، خاصةً إذا كانت بعض الطقوس تندثر، أو أنك بعيد عن أجواء العائلة الممتدة، أو ربما في بلدٍ لا تجد فيه مظاهر العيد التي تعرفها، لهذا اخترنا لك 7 قصص أطفال عن عيد الفطر، التي قد لا يستمتع بها طفلك وحده، بل أنت أيضاً، إذ ستشعر كأنها تعبق برائحة الكعك والنوستالجيا.
7 قصص أطفال عن عيد الفطر
1- ليلة مثيرة جداً (دار الشروق)
تدور القصة حول ليلة صنع كعك العيد في بيت مصري، حيث يدركها الشقيقان “أميرة” و”أمين” لأول مرة، لكنها تبدو غامضة ومريبة لهما في البداية، فيقرران التسلل خلسة ولعب أدوار محققَيْن سريَّين يحاولان تتبع الخيوط لمعرفة ما الذي يحدث بالضبط.
اجتمع نص الكاتبة المصرية راندا أبو المجد مع رسم الفنانة رانيا أبو المعاطي، لينقلا لنا أجواء ليلة صنع كعك عيد الفطر، من منظور طفولي، وهو ما تجلى بشكل خاص في مشاهد مراقبة الأطفال من تحت السرير للأقدام النسائية وهي تروح وتجيء في البيت بخِفة، وتمثيلهما لدور المحققين السريين، وتسللهما تحت المائدة.
أجمل ما في القصة أنها ركزت على كواليس العيد التي تُحفر في ذاكرة الأطفال أكثر من العيد نفسه، بالملابس التي ينتشر عليها الدقيق، والأقدام التي تروح وتجيء، والصواني التي يُكتب عليها اسم العائلة، ونجحت بأن تداعب النوستالجيا وتحيي ذكريات لم تعد موجودة تقريباً.
2- العيد (دار الحدائق)
تدور القصة حول طفلة تتعرف معنى العيد لأول مرة، وتتخيل أنه شخص ما، لكن هذا الشخص لا يجيء، ويظل اللغز قائماً حتى تأتي الحرب، وتغيب رائحة الكعك من المنزل، والمعمول الذي يجلبه الجيران، والثوب الجديد، واجتماع العائلة في بيت الجدة والأراجيح، وفي ذلك الصباح فقط تدرك الطفلة “ما هو العيد”.
الساحر في القصة أن القارئ المتأمل يدرك فوراً أن الكاتبة لديها إرث من ذكريات الحرب، وأن هذه قصة لا يمكن أن يكتبها إلا من عايش العيد في الحرب، وجرّب هذا الفقد الذي نعرف منه المفقود، ويثبت أن هذا صحيح، عندما نعرف أن الكاتبة هي اللبنانية المخضرمة نبيهة محيدلي، التي كان عمرها 13 عاماً فقط مع بدء الحرب الأهلية في لبنان 1975، وكان عمرها 20 عاماً مع الغزو الإسرائيلي للبنان في 1982.
صرّحت الكاتبة من قبل أن “احترام عقلية الطفل” سر نجاحها، وهذا يتجلى بوضوح في هذه القصة، دون أن تكون صادمة أو مؤلمة للطفل في الوقت ذاته، في موازنة رشيقة وبالغة العذوبة.
3- فيزو قبل العيد (دار الشروق)
القصة ضمن سلسلة بطلها الطفل “فيزو”، وهي تتناول مشكلة “فيزو” حين لا تعثر أمه على القميص المخطط الأخضر، الذي يريد ارتداءه في العيد، فماذا يفعل؟
القصة خفيفة، ونهايتها مفتوحة، فالطفل لم يجد القميص المطلوب، لكنه وجد بدائل أخرى محتملة ربما تكون أفضل مما كان يريد، ويطلب المؤلف من القارئ أن يساعد “فيزو” على الاختيار، ما يسمح للطفل بالمشاركة والتفاعل ووضع نفسه مكان بطل القصة، وتصلح مثل هذه النهاية لفتح باب نقاش مع الطفل حول القبول بالتسويات، وأن السعادة لا تأتي بالضرورة من الطرق التي تخيلناها.
تبدو رسوم وليد طاهر جميلة ببساطتها، دون تفاصيل كثيرة مزدحمة بصرياً تشتت عين الطفل عن العناصر المطلوبة.
4- حذاء العيد (دار مجموعة كلمات)
تدور القصة حول “ديمة”، المتعجلة لشراء حذاء أزرق ولا تريد الانتظار، لكن أمها ترفض شراءه قبل العيد، وتمر عليها الأيام المعدودة ببطء شديد.
هنا طفلة لا تطيق الانتظار، لكنها تتعلم ذلك، في البداية ترفض الفكرة، لكنها في النهاية تتقبلها ما دام العيد سيأتي بعدها، فقد تعلمت أن البهجة القادمة تستحق الانتظار.
تركز القصة على مشهد آخر من العيد، وهو فرحة الطفل بارتداء الجديد والحصول على العيدية، بينما تحضر روائح ماء الزهر والقرفة والزبدة في الخلفية، والرسم جميل وطفولي مرح، وجذاب للطفل.
5- كل حواسّي تحتفل بالعيد (دار الطفل القارئ)
تتناول القصة احتفال حواسّ الطفل بالعيد، وتمرر القيم التربوية والواجبات الدينية في قالب تعليمي جذاب للطفل، فهناك اليدان اللتان تكيلان زكاة الفطر، والأذن التي تسمع الأذان، والأنف الذي يشم رائحة كعك العيد، والفم الذي يأكل التمر، والقدمان اللتان تسيران للمسجد.
تنتهي القصة بنشاط تفاعلي للأم والطفل، يرشد الأم لإعداد عجينة ملونة تشبه الصلصال، ليشكلها الطفل بقوالب المعمول، حتى يشعر أنه شارك في العيد.
6- قميص العيد (دار أصالة)
بقي أقل من يوم واحد على مجيء العيد، و”عماد” لم يحصل بعد على القميص الجديد الذي ادخرت أمه لأجله، فهل سينجح الخياط في إكمال القميص في الوقت المناسب؟
المختلف في هذه القصة هو فرحة الطفل بالعيد رغم الموارد المحدودة، فقد تجسّدت الفرحة بالنسبة له في قميص بسيط، تتناول القصة العيد من منظور فئة اجتماعية فقيرة، ورغم أنك قد تخشى وجود بؤس فيها، فإن الأمر على العكس تماماً، فالطفل غفا إلى جوار الخياط بانتظار قميصه الأصفر، وطار فرحاً به وبالنقود القليلة التي ساعدته على استئجار دراجة.
الجميل هنا هو إظهار أن الفرحة بالعيد لا تشترط وجود الكثير من الموارد، ويمكن مناقشة ذلك مع الطفل، كما اكتملت فرحة “عماد” دون حاجة لإحسان أحد، وأصلح الخياط قميصه المقطوع. أصر الكاتب حتى النهاية أن الأشياء البسيطة تكفي لصنع فرحة عيد كبيرة.
7- كعك كعك (دار الهدهد)
القصة موجهة لفئة عمرية صغيرة جداً، فأبطالها قطط ترتدي ملابس البشر، بالشكل المحبب لدى الأطفال الصغار من سن السنتين، القطة الصغيرة تمضي مع والدها الذي يحمل صينية كعك العيد، ويوزعه على من يقابله في طريقه.
يحدث صراع في نفس الصغيرة وهي تراقب القطعة الأخيرة، لكنها تقاوم الإغراء، لأنها تذكرت أن الجد لم يتناول واحدة، وتنتهي القصة نهاية مرضية عندما يقسم الجد الكعكة نصفين بينه وبينها.
أول 3 دقائق بعد الولادة.. عن اللحظات الفارقة في تجربة الأمومة
من اللحظات الفارقة في حياة الكثير من النساء لحظة الأمومة، فأنا لا أنسى أبداً ذلك الشعور الذي ذقته مع ولادة ابني البكر، لقد تناسيت آلامي في لحظة وكنت أشعر بفرحة غامرة حد البكاء.
ومن عادة مشفى الولادة الأكبر في البلد الذي أعيش فيه أن تضع الطفل بعد ولادته مباشرة في حضن أمه، وهنا أول لحظة لبدء مشاعر الأمومة، أول لمسة لجسد الطفل الوليد لتربيته على ظهره الغض، لسماع بكائه المتشنج، لرؤية وجهه المحمر وعينيه المغمضتين كقطة صغيرة.
وعندما نُقلت لغرفة الإفاقة، بدأت أستوعب هذه اللحظات الفارقة فقد انتهت حياة الدعة وبدأت مرحلة الجد، مرحلة جديدة في حياتي فتح هذا الصغير أبوابها لي، لقد أصبحت أماً؛ كأمي كخالتي، ككل الأمهات زميلاتي في الغرفة، كصديقاتي اللاتي أنجبن قبلي، أنا الآن لدي مسؤولية هذا الصغير الرقيق، ثم أنظر إليه وأتعجب كيف تكوَّن؟ فشعور أن أمسك جزءاً مني في صورة بشري صغير كان بالنسبة إلي وكأنه معجزة، وهي بالفعل معجزة فسبحان الخالق!
كنت أتأمل كل ما فيه بكل خلايا عيني، ألمس يديه الصغيرتين ووجهه الصغير وقدميه الدقيقتين وفمه المزموم، وأقبله بكل حنان وأهمس له “حبيب ماما”.
بعد الولادة لم يعد كل شيء كسابقه، فقد تغير نظام النوم واليوم بأكمله، أمكث بالساعات حاملة هذا المشاغب الصغير، أهدهده حتى ينام، وقد أنام جالسة خشية إيقاظه إن وضعته في السرير.
أهرع لبكائه، ألاحظ نموه جيداً، أنضم إلى المنتديات النسائية علَّني أتعلم من خبرات العضوات، أبحث عن مواقع تقدم نصائح العناية بالأطفال للأمهات الجدد، وأصبح هذا الكائن الذي لا يزيد طوله عن ذراع، هو من يتحكم بي!
تمر الأيام ويرزقني الله ابناً ثم بنتاً، وبالتأكيد فشعور الأم ذات الطفل الواحد يختلف تماماً عن شعور الأم لأكثر من طفل، فما كنت أخشاه على ابني البكر قد تعلمت التعامل معاه في ولديّ الآخرين، لم يعد ذهابنا لطوارئ الأطفال مع كل نزلة برد أو ارتفاع حرارة، بل صار فقط مع الأمور التي لم يجد التعامل معها نفعاً!
مع الابن الأول يكون البيت هادئاً تتأملين حركاته وسكناته بشغف وحب بالغ، فهو تجربتك الأولى الحية في الأمومة تستمعين بكل لحظة، تصبرين على صراخه وبكائه؛ مع الطفل الثاني والثالث، تفقدين أعصابك، تتمنين لو تهربين من البيت بملابسك التي عليك حافية القدمين شعثاء الرأس، ثم تستعيذين بالله مفجرة غضبك على زوجك المسكين أو في قطعة شوكولاتة كبيرة الحجم!
وكلما كبر الأطفال آمنت بمقولة أمي “التربية تأديب وتهذيب”، فنحن نتغير معهم، يؤثرون هم فينا قبل أن نؤثر نحن فيهم، حتى إنني أصبحت أشك بالكلية بالفكرة التي مفادها أن الطفل كالعجينة التي يمكن للأم تشكيلها كيفما تشاء!
فقد لاحظت أن لكل من أبنائي شخصيته الفريدة التي ولد بها، مشاعره الخاصة وطريقته المختلفة في كل شيء، حتى في حب النوم وفي الغضب!
ومن المواقف التي أمر بها بشكل يومي، ذلك الغضب والوعيد الذي أكيله لابني الأوسط بالتحديد وما إن يأتي إلي خافضاً عينه بوجهه البريء معتذراً ومحيطاً بذراعيه الصغيرتين عنقي، إلا تهاوت صروح حنقي وأجدني فرحة بهذا الاعتذار أكثر منه فألثم خديه الدافئتين وأشم رائحته الحلوة، ونتصافى كأن شيئاً لم يكن وبعد قليل نتشاجر مجدداً وخاصة في معارك ما قبل الاختبارات!
أعشق الكلمات البسيطة التي يكتبها لي أبنائي في رسائلهم، أضحك على أخطائهم الإملائية، ومشاعرهم التي قد يعبرون عنها بالرسم فقد يرسموننا أنا وزوجي عندما نغضب عليهم وعلى وجهنا علامات الغضب، ويرسم ابني وابنتي نفسيهما وهما حزينان تتألق الدموع في مآقيهما فننفجر ضاحكين ونحن نرى شكلي وجهينا برسمهما البسيط المعبر.
وعندما يكون لديك ابنة، فلا بد أن تصبري على بعض النكد الأنثوي غير المبرر، فأحياناً تحزن ابنتي وتبكي وتبدأ في تذكر أشياء أخرى تجعل الوضع الدرامي متفاقماً!
ولكن هي صديقتي الصغيرة أشاورها أحياناً عندما أشتري شيئاً لنفسي، وتحب مشاهدة صور المجوهرات على التطبيقات معي، تحب الرسم مثلي، وهي كذلك سر أخيها، يقومان بعمل المصائب معاً، وفي لحظة صفاء خاصة تأتي وتخبرني مرة واحدة بما فعلاه، وتعتذر وتعانقني بينما أنا مصدومة من جرائمهما الصغيرة التي تتمثل غالباً في أكل بعض الحلوى سراً!
أندهش من نفسي كثيراً عندما يعتريني غضبٌ جامحٌ إذا ما أوذي أحد أبنائي، وأتحول لأسدٍ هصورٍ يحمي أشباله، وأنا من ترتبك في مواعيد المتابعة الصحية العادية والمحادثات الهاتفية، وأعجز عن أخذ حقي أمام من تتخابث في الكيد لي، فكيف يحدث لي هذا!
يكبر الأبناء وتكبر معهم همومهم، لكن بالتأكيد تظل السنوات الأولى هي الأكثر إرهاقاً بدنياً، ويمسح عنا هذا الجهد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “جاء رجلٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟، قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أبوك) متفق عليه، وزاد في مسلم: (ثم أدناك أدناك) .
فاللهم احفظ أبناءنا وأنبتهم نباتاً حسناً واجعلهم بارين صالحين مصلحين وارزقنا بر آبائنا وأمهاتنا، إنك ولي ذلك والقادر عليه.
كانت هذه تجربتي مع الأمومة فماذا عنك صديقتي؟!
تربية الأطفال من سن 7-12 سنة
التربية الإيجابية للأطفال حتى سن 12 سنة
إن مقدمي الرعاية للأطفال الأصغر سنًا هم قدوتهم الأولى، فالأطفال لايقلدون آباءهم أو يرددون كلمات وسلوك معلميهم فقط، بل يصدقون ما يقولونه عنهم.
فحين يهينهم الآباء أو يعاملونهم معاملة سيئة، سيصدق الأطفال أنهم يستحقون تلك الإهانات، بل سيتوقعونها، وفي آخر المطاف سيتقبلونها. ولكن إذا تعاملوا معهم بحنان ولطف، واحترموا خياراتهم، وعملوا على تمكينهم كي يتحملوا المسؤولية، ستنمو شخصياتهم بشكل متوازن ويتكوّن لديهم مستوى صحي من احترام وتقدير الذات.
إعادة النظر في أساليب التربية التي نتبعها
إن عدم الطاعة أو سوء السلوك ليست الأشياء الوحيدة التي تنذر بالخطر أو ينبغي أن تجعل مقدمي الرعاية يعيدون النظر في أساليبهم التربوية. يجب عليك الانتباه والشعور بالقلق إذا رأيت لدى أطفالك يميلون بشكل متزايد نحو:
الانسحاب: البقاء وحيدًا، الهدوء الزائد غير المعتاد، مشاركة أقل لأحداث اليوم أو المشاعر.
العنف: التنمر أو التعامل مع الآخرين بالعنف الجسدي واللفظي، والمبالغة في رد الفعل تجاه المواقف المعتادة.
الخوف: الشعور بالخوف من أشخاص أو مواقف/أماكن معينة والكذب لإخفاء شيء ما أو تجنب العقاب.
فكّر في الأشياء التي يمكن أن تؤثر على أطفالك وتجعلهم يتصرفون بهذه الطريقة:
- أشياء تحدث بالمنزل: الغيرة الأخوية، النوزاعات الأسرية، مواجهة الصعوبات المالية التي يعرف عنها الطفل، وغير ذلك.
- أشياء تحدث في المدرسة: الأعباء الدراسية، التنمر، الرفض أو الإقصاء من قبل الأصدقاء أو زملاء الفصل، وما إلى ذلك.
- عدم القدرة على التعبير عن مخاوفهم وقلقهم خوفًا من أن يتم الحكم عليهم أو انتقادهم أو معاقبتهم.
- عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم أو التغذية الصحية
الاستماع إلى أطفالك مهارة
لكي تفهم ما يمر به أطفالك، عليك بالاستماع إليهم:
- اختر لحظة يكون فيها أطفالك في حالة مزاجية جيدة، واطلب منهم أن يخبروك عن شيء حدث خلال يومهم:
- استمع جيدًا وتأكد من إظهار إشارات تدل على أنك مستمع جيد، مثل إظهار الود والاهتمام بالحديث، والإيماء بالرأس، والجلوس في نفس مستوى الطفل، والنظر لأعينهم مباشرة.
- تجنب مقاطعتهم وانتظر حتى ينتهوا من الحديث.
- اطرح عليهم أسئلة لإظهار أنك مهتم بالفعل (مثل “ثم ماذا حدث؟””و “ماذا فعلت؟”).
- تجنب إصدار الأحكام وإلقاء المحاضرات عليهم إذا قالوا أنهم ارتكبوا خطًا ما، فقد يمنعهم ذلك من إخبارك لاحقًا. انتظر حتى ينتهوا وفكر في أساليب ممكنة لمعالجة هذا السلوك السلبي في وقت لاحق.
- والآن، قم بتبادل الأدوار واطلب منهم الاستماع إليك بينما تخبرهم عما حدث لك.
- تحدث مع أطفالك عن شعورهم بأنه يتم الاستماع إليهم، وهل – بهذه الطريقة – يشعرون أنك تفهمهم على نحو أفضل؟
لكي تجعلهم يستمعون إليك، جرّب “الطلب الإيجابي” بدلًا من “الأمر”
الطلب الإيجابي هو أن يُطلب من شخص فعل شيء ، وليس التوقف عن فعل الشيء.
“عد مبكرًا” ، بدلًا من “لا تتأخر كما تفعل دائمًا”
كيف تقوم بطلب إيجابي؟
- قم بالتواصل من خلال النظر في العين.
- حدّد بالضبط ما الذي تريد من الطفل أن يقوم به (مثال: من فضلك نظّف غرفتك).
- أخبره كيف سيجعلك هذا الأمر تشعر (مثال: ستساعدني بشكل كبير عندما تنظف غرفتك).
- استخدم عبارات تعبر عن الاحترام والتقدير مثل: “أود منك أن تفعل …”، “سأكون ممتنًا لك إذا قمت بـ…” ، ” من المهم جدًا بالنسبة لي أن تساعدني في ….”
- امدح الطفل حين يقوم بتنفيذ الطلب.
كيف نتعامل مع السلوك السيء؟
حين يتجاهل أطفالك ما تطلبه منهم، أو يخالفون قاعدة اتفقتم عليها معًا، كيف تخبرهم – بطريقة إيجابية – أنهم يتصرفون بطريقة غير مقبولة أو سيئة؟
عبّر لهم عن مشاعرك السلبية تجاه هذا السلوك
- انظر إليهم وتحدث بحزم.
- قل لهم بالضبط ما فعلوه وأغضبك (أشعر بالضيق عندما تقوم بـ….).
- أخبرهم بما يمكن عمله لتدارك الموقف أو إصلاح الخطأ (سأكون ممتناً لو قمت بـ….).
- اقترح عليهم كيف يمكنهم التصرف لتجنب حدوث ذلك في المستقبل ( في المستقبل، أقترح أن ….).
استخدم العواقب بدلًا من العقاب
تختلف العواقب عن العقوبات، فالعواقب هي فرص أمام أطفالك لتعلم أن تصرفاتهم وأفعالهم سيكون لها تأثير عليهم وعلى الآخرين. كما أن العواقب تساعد الأطفال على تعلم الاستقلالية، واتخاذ القرارات، وتحمل المسؤولية.
أنواع العواقب:
- عواقب طبيعية: العواقب التي لا تتطلب تدخلًا من الآباء، وهي نتيجة طبيعية لسلوك الطفل.
- مثال: “إن لم تضع ملابسك في سلة الغسيل، لن يكون لديك أي ملابس نظيفة لترتديها”
- عواقب منطقية: هي العواقب التي تنتج عن سلوك بعينه، مثل عدم الامتثال للقواعد
- مثال: “إذا عدت للمنزل متأخرًا، لن تحصل على وقت للراحة غدًا”
كيفية شرح العواقب المترتبة على عدم اتباع القواعد
- حدد المقصود بسوء السلوك: ما تريد أن يفعله أطفالك، وما لا تريد منهم أن يفعلوه.
- حدد عاقبة واضحة ستحدث في حالة قيامهم بالسلوك السيء (إذا حدث ….، ستكون نتيجته…..).
- عند حدوث ما سبق رغم تحذيرك، قم بتطبيق العواقب على الفور، وذلك بعد لفت نظر الأطفال إلى العلاقة بينهما.
- امتدحهم إذا اتبعوا القواعد.
ساعدهم في حل مشاكلهم
أحياناً يتصرف أطفالك بطريقة سلبية، لأنهم يشعرون بالقلق والتوتر بشأن مشكلة أخرى. وعلى الرغم من أهمية أن تجعل أطفالك مستقلين ويحاولون اكتشاف الأشياء بأنفسهم، إلا أنه عليك أن تجعلهم يعرفون أن بإمكانهم دائمًا اللجوء إليك للحصول على المساعدة.
خطوات حل المشكلات:
- حدد المشكلة بوضوح.
- فكروا سويًا في الحلول الممكنة، وشجعهم على التوصل إلى حلين أو أكثر.
- تحدث معهم عن كل حل من هذه الحلول، وما شعورهم تجاهه، ثم عبر عن شعورك أنت تجاه كل حل بأن تقول مثلًا “لن أكون مرتاحًا لهذا الحل بسبب…….”، أو “أرى هذا الحل ممكنًا بسبب …..”.
- اختر الحل الذي يبدو الأفضل، وقم بتجربته.
- تحدث مع طفلك وتابع الأمر معه: هل نجح الحل؟
العواقب يجب أن تكون:
- مختلفة عما يستخدمه الآباء للمكافأة.
- مثال: إذا كانت المكافأة هي قضاء بعض الوقت مع أصدقائهم، فلن تكون العاقبة هي إلغاء هذا الوقت.
- متضمنة اعتذارًا إذا كان السلوك السلبي يؤثر على شخص آخر
- مثال: “إذا كسرت أشياء تخص شخصًا آخر، عليك الاعتذار ومساعدته على إصلاحها”
العواقب لا يجب أن تكون:
- متضمنة لأي عقاب بدني.
- تحرم المراهقين من حق لهم كالطعام أو الذهاب للمدرسة. ولكن بدلاً من ذلك، يمكنها أن تكون مقيدة لأحد الامتيازات مثل تقليل وقت الراحة مع الأصدقاء، أو إضافة مسؤوليات كالقيام بالمزيد من المهام والأعمال.
تحتاج للمساعدة في مواجهة المواقف التالية:
- ابني يلعب كثيرًا ولا يذاكر.
- ابنتي منعزلة.
- ابني تم رفده بسبب ضربه لزملائه.
- أطفالي يتشاجرون على مشاهدة التليفزيون.
- ابنتي تعاني من زيادة الوزن.
- أعاني من ضغوط في التعامل مع طفلي الجديد.
- ابنتي مصابة بالسرقة المرضية.
- ابني يرفض الذهاب للطبيب لأخذ حقنة.
Please wait while flipbook is loading. For more related info, FAQs and issues please refer to DearFlip WordPress Flipbook Plugin Help documentation.
تحتاج لبعض التشجيع والإلهام؟
تحتاج لبعض التشجيع والإلهام؟
تربية طفل سعيد تبدأ بسعادة من يربيه
تركز هذه ألفقرة على مساعدة الآباء والأمهات على الاعتناء بصحتهم النفسية ومواجهة التوتر والضغوط النفسية، والتحلي بالصبر للتعامل بشكل صحي مع سلوكيات أبنائهم الصعبة دون اللجوء إلى العنف.
تذكروا أن:
- ليس من السهل الاعتناء بأسرة ومنزل، لذا، فإن تقاسم المسئوليات يجعل الأمور أسهل.
- لا بأس من طلب المساعدة عندما تشعرون بالتعب أو تحتاجون إلى استراحة.
- قوموا بتوزيع المسئوليات المنزلية بالتساوي بين البالغين في المنزل، وإعطاء أطفالكم حصة من المسئوليات المناسبة لأعمارهم.
- عليكم بتشجيع الصراحة والتواصل المفتوح بين أفراد الأسرة:
- استمعوا للآخرين بانتباه ولا تقاطعوهم.
- يمكنكم تقديم الطلبات بطريقة إيجابية: “ممكن تديني خمس دقايق أخلص اللي بعمله وبعدين هركزمعاك؟” بدلاً من “ما تصدعنيش دلوقتي أنا مشغول”.
- عبروا عن مشاعركم السلبية وركزوا على استخدام رسائل “أنا”: بدلاً من استخدام جمل تبدأ بكلمة “أنت” التي تميل إلى إلقاء اللوم أو انتقاد الطرف الآخر. ركزوا على ما تشعرون به: “أنا بتضايق لما مش بتقعد معايا” بدلاً من “”أنت عايش في دنيا تانية ومش حاسس بيا خالص”.
مواضيع يجب أن يعرف عنها كل الأهالي
كيفية التحكم في الغضب أو العصبية أثناء التعامل مع الأطفال
- عادة ما تكون الأشياء التي تغضبنا هي نفسها في كل مرة. يينبغي عليكم ملاحظة ما الذي يغضبكم: كيف يحدث ذلك؟ كيف تتفاعلون معه عادة؟
- عليكم محاولة منعه من البداية: إذا كان الغضب أو العصبية يزيدان حين تشعرون بالتعب، عليكم الحصول على قسط من الراحة أو النوم. إذا كنتم تشعرون بالوحدة، فطلبوا مساعدة من صديق أو قريب.
- خذوا وقتاً لتهدأوا: عندما تشعرون بالغضب، خذوا عشرين ثانية لتهدأوا وخمسة أنفاس بطيئة طويلة قبل الرد أو التحدث.
- إذا كان الطفل لا يستجيب لما تطلبوه منه، فكروا فيما إذا كان هذا الموقف يتناسب مع الأهداف طويلة المدى أو قصيرة المدى.
- فرقّوا بين الأهداف بعيدة المدى والقصيرة المدى:
- الأهداف بعيدة المدى: هي نوع العلاقة التي نرغب في وجودها مع أطفالنا عندما يكبرون، والمهارات الحياتية التي نريدها لهم كبالغين، فنحن نأمل أن يكون طفلنا في المستقبل: مسئول، متعاطف، محترم، مستقل، مسالم، واثق من نفسه، سعيد، ناجح.
- الأهداف قصيرة المدى: هي الأشياء التي نريد تحقيقها اليوم أو خلال فترة زمنية قصيرة مثل: الحفاظ على نظافة ونظام المنزل، وتناول الطعام، والمذاكرة، والالتزام بقواعد وقت الشاشة (التلفزيون أو الهاتف المحمول)، والمساعدة في الأعمال المنزلية.
اسألوا أنفسكم، ما هو الأهم؟
طاعتهم العمياء لكافة التعليمات، أم ثقتهم بأنفسهم وعلاقتكم ببعضكم؟
تذكروا دائمًا أن استخدام العنف في التربية ضار لجميع الأطراف
التواصل بين الأبوين
الضغوط المستمرة يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على أي علاقة مهما بلغت متانتها، ومن ثم يشكل تعلم التواصل بشكل أفضل أمراً هاماً، ليس فقط لعلاقتكم، ولكن أيضاً لصحة أطفالكم وعافيتهم.
لماذا يعد الانسجام والتناغم في البيت مهمًا للأطفال؟
يعاني الأطفال الذين يشهدون عنفاً أسرياً من مشاكل سلوكية يمكن أن تؤثر على تركيزهم في المدرسة، أو تظهر كسلوك اجتماعي مثير للمشاكل ويصبح الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب.
نحن نمثل قدوة لأطفالنا، واستمرار رؤية الصراعات من شانه أن يعلمهم كيف يتصفون بالعنف تجاهنا وتجاه الآخرين. اضغط هنا لمعرفة المزيد حول أثر العنف على الأطفال.
نصائح لتحسين التواصل بين الأبوين:
- اختاروا الوقت المناسب للتحدث معًا.
- عليكم أن تكونوا مستمعين جيدين.
- لا تقاطعوا من يتحدث وأظهروا اهتماماً حقيقياً بما يقوله الشريك.
- أظهروا شكركم وامتنانكم على محاولة الشريك أن يكون أفضل: إن توجيه الشكر إلى الطرف الآخر (حتى على القيام بأشياء من المفترض أن تكون “واجباً” مثل القيام بأعمال المنزل الروتينية أورعاية الأطفال) يجعله يشعر بالتقدير والرضا عن نفسه، كما أنها تظهر أنك تلاحظ الأشياء الطيبة.
- استخدموا الطلب الإيجابي:
- الطلب الإيجابي هو مطالبة الشخص بالقيام بعمل ما، وليس التوقف عن فعل شيء ما. مثال: “من فضلك اتكلم بصوت واطي” بدلاً من “بطّل زعيق”.
- المهارات اللازمة لتقديم طلب إيجابي: النظر إلى الشخص، وقول ما تريده أن يفعله بالضبط بصوت مهذب وهادئ، مع إخباره كيف سيجعلك ذلك تشعر.
- استخدموا عبارات مثل: “أنا نفسي إنك تعمل كذا..”، “هنبسط أو لو أنت عملت كذا..”، “مهم جدًا بالنسبة لي إنك تساعديني في كذا..”
أهالي الأطفال القادرين باختلاف
نحن نقدر أنكم كأهالي الأطفال القادرين باختلاف تواجهون تحديات أكثر من غيركم، وإليكم بعض النصائح التي يمكن أن تساعدكم:
- تحدثوا إلى الآباء الأخرين ممن هم في وضع مماثل، كما يمكنكم قراءة قصص الآباء وتبادل الخبرات معهم من خلال المجموعات الداعمة عبر الإنترنت.
- يمكنكم التواصل مع المنظمات المحلية ووزارة التضامن الاجتماعي على١٥٠٤٤ لمعرفة سبل الدعم.
- عليكم وضع خطة لمن سيعتني بطفلكم وأفراد الأسرة الآخرين في حالة الطوارئ، سيوفر لكم ذلك إحساسًا بالأمان والطمأنينة.
- ترفقوا بأنفسكم واعتنوا بها: قد يستغرق الأمر معكم وقتاً أطول من الأهالي الآخرين لإدارة التحديات اليومية، فتحلوا بالصبر وتجنبوا اللوم المستمر للذات والشعور بالذنب واهتموا بتخصيص وقت للراحة والعناية بأنفسكم.
- قد تكون رعاية طفلكم القادر باختلاف صعبة، وقد تؤثر على علاقتكم مع الشريك الآخر، لذا:
- استمروا في التواصل.
- تجنبوا اللوم.
- تأكدوا من أن كل فرد يقوم بدوره في رعاية الطفل حتى لو كنتم تقومون بالمهام المطلوبة بطريقة مختلفة.
- اسألوا الأصدقاء أو العائلة أو الجيران عما إذا كان يمكنهم المساعدة لبعض الوقت حتى تتمكنوا من قضاء بعض الوقت معًا كزوجين.
- قد يشعر أطفالكم الآخرين بعدم الفهم أو الغيرة أو أنهم أقل أهمية من أخيهم/أختهم المختلف(ة):
- حاولوا شرح الوضع لهم وأكدوا لهم أنك لا تزال تحبهم وموجود في أي وقت من أجلهم.
- قوموا بالأنشطة العائلية التي تشمل الجميع، مثل لعب لعبة. ولكن حافظوا كذلك على قضاء بعض الوقت مع كل طفل وحده.
الأهالي العاملون
أهم وظيفة في العالم هي وظيفة الأهل في تربية أبنائهم، وهذا لا يمنع أن يكون للأهالي فرصة عادلة لبناء حياة مهنية ناجحة بجانب وظيفتهم الأهم.
كيفية موازنة رعاية الأطفال مع العمل من المنزل
ضعوا مع أطفالكم خطة يومية
- خططوا أوقات عملكم بما يتوافق مع وقت اللعب أو الدراسة لأطفالكم.
- إذا كان أطفالكم كباراً بالقدر الكافي، فسروا لهم أهمية منحكم بعض الوقت الهادئ لإنهاء عملكم.
- خططوا لأن تقوموا في فترات الراحة الخاصة بكم بالاطمئنان عليهم ومشاركتهم في نشاط بسيط.
شاركوا العبء مع باقي الأشخاص البالغين الموجودين بالمنزل
- تواصلوا معاً وقسموا الوقت اللازم لرعاية أطفالكم فيما بينكم حتى تستطيعون أداء عملكم وقضاء بعض الوقت الأسري معاً.
- إذا كان كلاكما تعملان من المنزل، فخططا لتبديل “مناوبة العمل” مع رعاية الأطفال والقيام بالمسئوليات الأخرى كل ساعتين.
اعملوا على تحقيق أقصى استفادة من وقت قيلولة أطفالكم
إذا أخذ أطفالكم قيلولة خلال النهار، سيكون هذا هو الوقت الأمثل لإنجاز بعض العمل.
خصصوا مساحة في المنزل للعمل
خصصوا مكانًا هادئًا ومريحًا في المنزل للعمل، إن أمكن ذلك. وإن لم يكن ذلك ممكنًا، فلا يزال بإمكانكم العمل مع وجود أطفالكم في الجوار، ولكن تواصلوا معهم إذا كنتم بحاجة إلى بعض الوقت الهادئ لإجراء أي مكالمات أو التركيز على مهمة ما.
كونوا أمناء مع أنفسكم ومع صاحب العمل
- عليكم بوضع أهدافٍ واقعية وصغيرة لتحقيقها على مدار اليوم. بهذه الطريقة لن تشعروا بالإحباط. ثم لاحظوا ما هو فعّال وقوموا بتغيير خططكم وفقًا لذلك.
- تواصلوا مع صاحب العمل إذا كان من الصعب تلقي مكالمات أوحضور اجتماع عبر الإنترنت، وكونوا واضحين بشأن قدراتكم وما يمكنكم تقديمه ، سيساعدكم ذلك على إيجاد الحلول.
أجازة الأمومة، والأبوة
في بداية حياة أطفالهم، يحتاج الآباء والأمهات أن يمنحوا الأطفال وقتاً وجهدًا أكبر. ونحن في يونيسف ندعو الحكومات وقطاع الأعمال للاستثمار أكثر في سياسات تمنح الأب والأم الوقت والدعم الذي يحتاجانه لتنشئة أطفال سعداء وأصحاء.
في مصر، هناك نماذج مميزة لشركات تمنح مميزات خاصة للأهالي مثل أجازة الأبوة والحضانات الملحقة بالشركات
كيف يمكن لأصحاب العمل مساعدة الآباء والأمهات على منح أطفالهم أفضل بداية ممكنة في الحياة؟
- دعم توفير خدمات رعاية نهارية أو حضانات جيدة بتكلفة للأطفال لضمان حصولهم على التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة وتمكينهم من اكتساب المهارات التي يحتاجونها لتحقيق إمكاناتهم الكاملة.
- توفير ترتيبات مرنة لوقت العمل من خلال سياسات العمل من المنزل وغيرها من الإجراءات.
- تعزيز ظروف العمل اللائقة، مثل تقديم أجور تتناسب مع تكاليف المعيشة للأسر.
- تشجيع مبدأ التربية الإيجابية بين الموظفين – مثلاً تطوير تدريبات وحملات توعية للتعريف بأهمية التربية في مرحلة الطفولة المبكرة.
- ضمان عدم التمييز ضد النساء بسبب الحمل أو الأمومة أو المسؤوليات الأسرية – مثلاً، فيما يتعلق بظروف العمل أو الأجر، أو الفرص في المسيرة المهنية.
- تخصيص إجازة والدية مدفوعة الأجر لا تقل مدتها عن ستة أشهر لضمان تمكين الوالدين من قضاء وقت أكثر مع أطفالهم عندما يكون الأطفال في أمَسّ الحاجة إلى ذلك.
- إتاحة تقديم الرضاعة الطبيعية في مكان العمل من خلال توفير استراحات مدفوعة الأجر للرضاعة الطبيعية، ومرافق ملائمة للرضاعة، وبيئة داعمة للرضاعة الطبيعية في مكان العمل.
إرشادات هامة في تربية الأطفال ليكون أبنك نموذج الأبن الصالح الناجح
ماهي أُسس وطرق تربية الأطفال بشكل جيد ليكون أنسان ناجح وصالح ؟ هل تسألك نفسك كثيراً السؤال المعتاد لكل أم وأب جديد كيف أربي طفلي ؟ اليوم نن سنقول لك كيف تربي طفلك فلا أحد يستطيع أن يجادل أن تربية الأطفال تحتاج إلي المزيد من الوقت والجهد .وغالباً ما يصدر الأطفال بعض التصرفات من وجهة نظرهم عادية ولكن يري الوالدين أنها معقدة جداً . وإذا كنت تريد أن تعرف كيف تربي طفلك عليك بإتباع الخطوات التالية:
إليك كيف تربي طفلك على أُسس تربية الأطفال الصحيحة
أولا لروتين طريقة صحية لتربية طفلك :
1- في البداية يجب عليك الإهتمام بإحتياجات طفلك :
قد يجد البعض صعوبة في تحقيق إحتياجات أطفالهم وقد يرجع ذلك لعدم التخطيط الجيد عند الإهتمام بالطفل ، خاصة مع تعدد إحتياجات الأطفال .في الدول المتقدمة يضعوا التخطيط لحياة في الطفل في قائمة إهتماماتهم . ولا يعني ذلك إهمال نفسك تماماً لكن يجب أن تتعود علي أن تضع إحتياجات طفلك في المقدمة . وتقضية الكثير من الوقت في العناية بالأطفال ،لذلك عند التخطيط لروتينك الأسبوعي ،يجب أن تركز علي إحتياجات طفلك . يمكنك تناوب الإهتمام بطفلك مع زوجك وتحديد وقت لكل منكم .
2-القراءة لطفلك كل يوم :
فهذا يعمل علي تأسيس طفلك لحب القراءة . لذلك عليك تعين وقت للقراءة كل يوم عادة ما يكون ذلك إما قبل النوم أو وفت القيلولة ،بحيث تقضي حوالي نص ساعة أو ساعة كاملة علي الأقل إن لم يكن أكثر من ذلك لكي تقرأ فيها لطفلك يومياً . فهذا لا يساعدك فقط علي تنمية حب القراءة داخل الطفل ولكنه فرصة رائعة تنمية حب الدراسة داخلة. تشير الدراسات إلي أن الأطفال الذين تعودوا علي القراءة بشكل يومي ظهر ذلك علي تحسن سلوكهم في المدرسة.
بمجرد أن يتعلم طفلك القراءة والكتابة ، عليك تركه حتي يتحمل المسئولية بمعني عندما يخطي لا تقوم بتصحيح أخطاءه كل ثانيتين فهذا يحبط الطفل ولا يساعده علي إصلاح أخطاءه ، عليك تركه حتي ينتهي تماماً .
3–تناول الأسرة بأكملها وجبة العشاء معاً :
4- وضع قواعد لروتين النوم :
يجب تعين وقت روتيني لنوم طفلك والتمسك به يومياً . أشارت الدراسات إلي أن القدرات المعرفية للأطفال تقل بسبب قلة عدد ساعات النوم ، لذلك من المهم جداً حصول طفلك علي قسط كافي من الراحة اليومية حتي تنمو مهاراته في المدرسة .
- لا يجب أن تعطي طفلك وجبة تمتلئ بالسكر قبل النوم مباشرة ، لأن ذلك يجعله يواجه صعوبة في النوم .
- وأيضاً يجب أن يتضمن روتين طفلك تقليص عدد ساعات التليفزيون والموسيقة .
5- تشجيع طفلك لتطوير مهاراته كل أسبوع :
علي الرغم من أنه قد تتعد المواهب التي يمتلكها طفلك قد تصل إلي عشرة ، عليك تحديد نوع أو نوعين من المواهب التي يحب طفلك أن يمارسها وإدراجها ضمن روتين طفلك كل أسبوع .وتشجيعه علي الإستمرار في ممارسة هذه الأنشطة .
- خروج طفلك للدروس يساعده علي الإندماج مع الأطفال الأخرين .
- لا تكن كسولاً ، وتتجاهل بعض الأمور لمجرد أن ترغب في الراحة مثل عندما يشتكي طفلك بأنه لا يريد الذهب إلي درس عزف البيانو قد تنتهزها فرصة لعدم توصيله بالسيارة ولا تجادل معه هذا الأمر ، لكن عليك تعليم طفلك أن يحب عزف البيانو.
6-إعطاء طفلك وقت كافي للعب كل يوم :
وقت اللعب هنا لا يعني ترك الطفل يشاهد التلفيزيون ن فهو يعني ترك الطفل في غرفته أو مكان مخصص للعلب مثل النادي لكي يمارس الأنشطة المختلفة فهذا يحفزه علي إكتشاف قدراته ،وبالرغم من أنه قد يتكلف من طفلك المزيد من الجهد إلا أنه يساعده علي تطوير مهاراته جيداً.
- لا يهم عدد الالعاب التي توفرها لطفلك بقدر إتاحة فرصة لطفلك أن يمارسها بحرية وببساطة.
7- تعلم طريقة الإستماع إلي طفلك :
هي واحدة من أهم الأشياء التي تساعدك علي التأثير في طفلك . فمن السهل جداً ألا تهتم بطفلك ولا تستمع إليه وقضاء كل وقتك في إصدار أوامر إليهم . فهذا لا يشعرهم بالإحترام والإهتمام
- عليك تشجبع أطفالك للتحدث معك والتعبير عن أنفسهم ، فهذا يساعدهم علي تحقيق النجاح في حياتهم .
8- معاملة طفلك بإحترام :
لا تنسي أبداً أن طفلك كائن حي يتنفس وإنسان له مشاعر ولديه إحتياجات وغبات مثل بقية البشر. فمثلاً ، إذا كان من الصعب إرضاء طفلك عند الأكل لا تنتقده بإستمرار علي طاولة العشاء ، حتي لا تحرجه علنا أمام الجميع .
- إذا كنت تحترم طفلك ، ستكون النتيجة الطبيعية لذلك أنه يحترمك .
9- إعلم أنه لا يمكنك أن تحب طفلك زيادة عن اللازم :
هناك إعتقاد شائع وخاطئ أنه يجب أن تحب طفلك كثيراً . ولكن يجب أن تعلم أن المدح الزائد لطفلك أو إظهار عاطفتك بصورة زائدة هذا يخلق منه طفل مدلل وفاسد .هذا لا يعني أن لا تحب طفلك فقط الحب المعتدل .فمثلاً، عدم تأنيب طفلك عندما يصدر سلوك سئ ، فهذا يخلق منه طفل فاسد حقاً .
- إظهر لطفلك كم تحب وأخبره بذلك مرة واحدة في اليوم علي الأقل ولكن يفضل أن يكون ذلك بقدر بسيط .
10- الإندماج في حياة طفلك:
صحيح أن هذا سيتغرق منك جهد كثير ووقت أيضاً لكي تشارك طفلك في حياته ولكن إذا كنت ترغب في تطور مهارات طفلك يجب أن تشجعه دائما ً في الأنشطة التي يقوم بها .وإنتبه أن هذا لا يعني أن تتراقب طفلك في كل ثانية ولكن اللحظات المهمة فقط .
- فمثلاً بمجرد أن يدخل طفلك المدرسة ، عليك سؤاله في أي فصل هو وماهي أسماء معلميه وماهي الوجبات المنزلية المكلف بها وهل تواجه أي صعوبة في القيام بالواجب ويمكنك مساعدته في المهام الصعبة . ولكن لا تقوم بعمل ذلك مكانه كل ما عليك هو توجيه بصورة صحيحة.
- وعندما يكبر طفلك ، عليك الإنسحاب بالتدريج وتشجيعه علي الإعتماد علي نفسه بمفرده فأنت لن تبقي معه طوال الوقت .
لا تجبر طفلك علي إختيار إهتمامات معينة عليك ترك حرية الإختيار له . فمثلا يمكنك مساعدة طفلك عند إرتداء الملابس ولكن لا تجبر علي إختيار لبس معين . وأيضاً ترك طفلك يلعب مع أصدقائه بحرية .
- لا يجب أن تشجع طفلك علي الإعتماد علي نفسه في وقت مبكر ، لأن هذا سيجعله يكبر قبل سنه .
ثانيا تهذيب طفلك :
1-نعلم جميعاً أنه يجب وضع حدود لسلوك الأطفال :
في بعض الأحيان قد يتجاهلوا هذه الحدود ، لذلك فالعقوبة المعقولة هي طريق التعلم . ويجب أن يتفهم الأطفال لماذا يتم عقابهم وا،ه جزء من الحب الأبوي لهم .
- كونك أحد الوالدين ستحتاج إلي معرفة الطرق التي تساعد للتحكم في السلوكيات الغير مرغوب فيها ، بدلاً من الخلط بينها وبين العقاب. وإن وضع الحدود لتصرفات الطفل معناه تأديبه حين يخطئ وإذا كانت كلمة تأديب تفزعك فأنت في الحقيقة لا تدرك معناها فالتأديب لا يعني تعذيب الطفل . توصل علماء الإجتماع أنه لابد من وضع ضوابط للسلوك ولفت إنتباه الطفل بإستمرار إلي نتائج هذه الخروج علي هذه الضوابط ، وبهذا يتفق سلوكه مع رغباتك وتستمع معه بحياة منضبطة وخالية من المشاكل .
- لا تستخدم أي من أشكال العنف في العقاب: مثل الضرب أو التوبيخ .يجب علي الأباء عدم ضرب أطفالهم أبداً وذلك لأن الطفل الذي يعاقب بالضرب أو الصفع يكون أكثر عرضة للإشتباك مع الأطفال الأخرين. ويكونوا لإستخدام العنف لحل الخلافات مع الأخرين . وقد أثبت الأبحاث أن الأطفال الذين يتعرضون للعنف الأسري اكثر عرضة للإضطرابات النفسية .
2-مكافأة الطفل علي السلوك الجيد :
يعد مكافأة الطفل علي السلوك الجيد أكثر أهمية من معاقبته علي السلوك السيئ . وذلك حتي يشعر الطفل بالتشجيع للقيام بذلك السلوك مرة أخري. ولا تقلل من مدح الطفل عند القيام بسلوك جيد مثل أنا فخور بك لأنك قمت بذلك وهكذا . فهذا يشعر الطفل بأنه محل تقدير حقاً . ويمكنك إعطاء طفلك الألعاب من وقت لأخر كرمز للتقدير ولكن لا تعوده علي ذلك حتي لا يقوم بذلك السلوك لمجرد الحصول علي الألعاب وليس لأن السلوك جيد
3- عدم علي أسلوب التهذيب بين الأبوين
فحينما تتفقين من طفلتك بأن عليها إنهاء واجباتها حتى تأخذينها فى نزهة، فيأتى زوجك لأخذها فى نزهة حتى لو لم تنهى واجباتها، هذا الأسلوب يجعل الأطفال يستغلون الفرص وينفذون ما يريدون بالذهاب للشخص الذى يوافق على طلباتهم على الدوام، وإظهار الشخص الآخر على أنه سيء ولا يحب المرح، سواء هذا التصرف ناجم من الأم أو من الأب، فعلي الطرفين الاتفاق ألا يختلفوا أمام الأطفال، ومن المهم دعم قرارات الطرف الآخر فيما يخص التهذيب، حتى يشعر الأطفال أن الأبوين جبهة واحدة لا يمكن اختراقها، إلا باتباع الملاحظات التى أشار بها الأبوين.
4- الإسهاب في شرح القواعد :
الشرح المطول للأطفال لجعلهم يفهمون أن السلوك الجيد هو فى الواقع شيء مفيد لهم، لن يقنع الأطفال بأى حال من الأحوال، حاولى إيصال النقطة للطفل بأقل عدد كلمات ممكنة وبصورة مستقيمة سهلة الاستيعاب مثل «لا تأكل بسكوت قبل الغداء» تكون كافية وواقية وأيضاً شرح لطفلك لماذا عليه عدم القيام ببعض التصرفات وخاصة إذا كان هذا سلوك مضر له .
5-تعليم طفلك تحمل مسئولية تصرفاته :
تعد هذه النقطة أهم جزء في التهذيب فهي تساعد علي بناء شخصية الطفل .مثل القيام برمي الطعام علي الأرض قد ينكر طفلك قيامه بذلك أو يلقي اللوم علي شخص أخر ، عندما يفعل ذلك عليك التحدث بهدوء معه لمعرفة لماذا قام بذلك . ويجب أن يعلم طفلك أن الجميع يرتكب أخطاء .
ثالثا بناء شخصية طفلك :
1- تطوير الشخصة :
الحكمة لا تكتسب إلامن الممارسة لذلك يجب علي الأباء تشجيع الأطفال للقيام بالأعمال الأخلاقية وممارسة السلوك الجيد ومراعاة الأخرين وخدمة المجتمع . خلاصة القول بأن تطوير الشخصية يعتمد علي السلوك . وأيضاً السلوك الجيد يساعد طفلك للتعامل مع الأخرين بطريقة هادئة ولطيفة بغض النظر عن عمره .
2- كن قدوة صالحة :
عادة ما يتعلم العديد من التصرفات من خلال القدوة التي أمامهم .وبالتالي أنت ستكون النموذج الذي يسعي طفلك للتعلم منه . لذلك حاول أن تكون نموذج جيد . وعليك عدم التعصب علي طفلك والصراخ وضربه عندما تكون غاضب . ليس من الصح أن تظهر هذا أمام طفلك .
3- الإنتباه إلي ما يراه ويسمعه طفلك
فالأطفال مثل الإسفنج غالباً ما يكتسبون الصفات من التليفزيون والأغاني و الأفلام والإنترنت وقد يحملوا هذه الوسائل رسائل غير أخلاقية . لذلك نحن الأباء يجب علينا التحكم فيما يتدفق للطفل من أفكار تؤثر علي سلوكياته. فمثلا ، إذا كنت تشاهد مع طفلك مقطع عنف في نشرات الأخبار يجب ألا تفوت الفرصة للتحدث معه عن ذلك .
4- تعليم طفلك الأخلاق الحميدة :
بمعني تعود طفلك أن يقول “شكرا” أو ” من فضلك ” وهكذا . وتعليم طفلك كيف يتعامل مع الأخرين بإحترام ومساعدتهم في الوصول إلي النجاح وأيضاً إحترام كبار السن وحسن الخلق مع الأطفال الأخرين . أحد الصفات الحسنة التي يجب أن تعلمها لطفلك هو تنظيف نفسه بعد اللعب
5- إستخدم الكلمات التي تريد لطفلك أن يستخدمها ( بمعني التحكم في الحديث مع طفلك ) :
عليك عدم الحديث بالسلبي عن شخص تعرفه أمام طفلك . وتذكر أن طفلك ينتبه إلي النقاشات الحادة بينك وبين زوجك من الأفضل القيام بذلك في مكان مغلق بعيداً عن طفلك حتي لا يحاكي السلوك السلبي الذي يراه وعندما تقول لفظ سيئ أمام طفلك عليك الإعتذار وأنك لن تقول ذلك مرة ثانية .
6- جميع الأطفال لديهم صفة التعاطف مع الأخرين
يعد التعاطف مع الاخرين أحد الصفات المهمة التي يجب أن يتعلمها طفلك مبكراً . فذلك يساعده علي تعمق علاقته بأصدقائه حتي يكون قادر علي رؤية العالم من منظور أوسع وزيادة علاقاته الإجتماعية .
7- قم بتعليم طفلك أن يكون ممتن :
بمعني عدم إجباره علي قول شكراً في كل مرة
فالأطفال كثيري الشكر ينمون ليصبحوا سعداء في حياتهم، والشكر او الحمد ليس مهارة تكتسب ولكن خصلة تزرع فى الطفل ويمكن تعويد الطفل على العرفان بالجميل .فالطفل الذي لا يتعلم ذلك سيكون منعزل عن الأخرين والتقوقع داخل مجموعة من الأفكار والوصايا والتحوصل في إطار التعامل مع مجموعة من الأفراد لهم سمات مشتركة خاصة؟ الحقيقة أن الشكر والامتنان يستلزمان أن يكون طفلك منفتحًا على الواقع المحيط قادرًا على احترام الآراء الأخرى والتعايش مع القناعات المختلفة عن قناعاته ومدركاته، مع التأكيد على أهمية تعليم الطفل روح العمل الجماعي والعمل من خلال فريق كبير لخدمة أهداف المجتمع ككل.
تنبيهات :
– عليك قراءة كتب عن تربية الأطفال.
– علي الأباء تكوين صداقات بين أطفالهم .
الأبحاث تكشف عن خطوات أساسية لتحقيق النجاح في تربية الأبناء
تحليل علمي يضع ترتيبًا للخطوات العشر الأكثر فاعلية في تربية الأبناء، والمدهش في الأمر، أن بعض تلك الخطوات لا يتضمن الأطفال.
هارات أساسية في تربية الأبناء
كشفت الأبحاث التي أجريت على مدار عشرات السنين، عن عشر مجموعات من المهارات الأساسية في تربية الأبناء. إذ حددت دراسة أُجريت على ألفين من الآباء، أيًّا من المهارات كان بالغ الأهمية في تربية أطفال يتمتعون بالصحة والسعادة والنجاح.
- يتصدر القائمة، التعبير عن الحب والعاطفة. ثم تأتي مفاجأة، ألا وهي أن التحكم في التوتر والضغوط والاحتفاظ بعلاقة طيبة مع شريك الحياة، أكثر تأثيرًا من بعض السلوكيات التي تركز على الأطفال أنفسهم.
- يتمتع جميع أنواع البشر بالقدر نفسه من الكفاءة في تربية الأطفال، ويستطيع أي شخص أن يتعلم كيف يُحسِّن أداءه كوالد من خلال بذل قدر قليل من الجهد.
إذا بحثت في قسم الكتب على موقع شركة أمازون (Amazon.com) عن موضوع مثل “اتباع الحمية الغذائية”، فسوف تأتي نتائج البحث بأكثر من 76 ألف نتيجة. ولكن موضوعًا مثل “تربية الأطفال” سوف يمنحك عددًا أكبر بكثير من النتائج، إذ يصل إلى أكثر من 180 ألف نتيجة، تتضمن كتبًا مثل “خبراء التربية” من تأليف جين رانكين، الذي يكتفي بتقييم بعض النصائح التي يقدمها الخبراء، والتي تكون متضاربة في الغالب. فعلى ما يبدو، ينتاب الناس شعور بالقلق فيما يخص تربيتهم لأبنائهم أكثر من اهتمامهم بأوزانهم.
لماذا إذًا نجد ذلك القدر من الفوضى والارتياب عندما يتطرق الحديث إلى تربية الأبناء؟ ولماذا في واقع الأمر، يواصل معظم الآباء تربية أبنائهم بنفس الطريقة التي اتبعها معهم آباؤهم، أو “بطريقة معاكسة” تمامًا، إذا كانوا يكرهون الأسلوب الذي تربوا به؟ ألا ينبغي علينا جميعًا أن نكتشف بالضبط ما تقوله الدراسات والأبحاث ومن ثَم نشرع في تربية أبنائنا بناءً عليها؟ توضح مجموعة متزايدة من الأبحاث التي أُجريت على مدار الأعوام الخمسين الماضية، أن بعض طرق تربية الأطفال تأتي بنتائج أفضل من غيرها، من حيث إنها تؤدي إلى نمو علاقات أفضل بين الآباء والأبناء، وتُخرج لنا أطفالًا سعداء وأصحاء وأكثر فاعلية. وكما نستخدم العلوم الطبية بحرص وبشكل استراتيجي في اتخاذ قراراتنا الصحية بشكل يومي، يمكننا أيضًا استخدام الأبحاث بحكمة لكي نمارس دورنا كآباء وأمهات بطريقة أفضل.
في دراسة أجريتُها مؤخرًا بالتعاون مع شانون ل. فوكس، التي كانت حينئذٍ تدرس بجامعة كاليفورنيا في سان دييجو، وقدمناها في أحد اجتماعات جمعية علم النفس الأمريكية، أجرينا مقارنة لمدى فاعلية عشرة أنواع من مهارات تربية الأبناء التي حظيت بالقبول والموافقة في العديد من الدراسات العلمية. كذلك بينت الدراسة كيف يقيّم خبراء التربية تلك المهارات، وبحثت في عدد الآباء الذين يطبقون تلك المهارات بالفعل. بمعنى آخر، عقدنا مقارنة بين ثلاثة أشياء: ما ينصح به الخبراء، وما هو فعال حقًّا، وما يفعله الآباء في واقع الأمر. أكدت دراستنا بعض المعتقدات واسعة الانتشار بشأن تربية الأبناء، التي من بينها -على سبيل المثال- أنه من الضروري أن تُظهِر لأطفالك أنك تحبهم. كما أسفرت الدراسة عن بعض المفاجآت، وبخاصة فيما يتعلق بأهمية قدرة الوالد في السيطرة على الضغوط التي يتعرض لها في حياته.
عشر مهارات مهمة
في إطار سعينا للتعرف على المهارات التي كان لها أهمية بالغة في تربية الأبناء، قمنا بدراسة البيانات التي حصلنا عليها مما يقرب من ألفين من الآباء الذين خاضوا مؤخرًا اختبارًا على شبكة الإنترنت، يتناول مهارات تربية الأبناء التي قمتُ بتطويرها (والتي يمكن الاطلاع عليها على الرابط: http://MyParentingSkills.com). وقد أجاب هؤلاء الآباء أيضًا عن أسئلة تتعلق بأطفالهم. مع ملاحظة أنه لم يكن الآباء على علم بذلك الأمر عندما خاضوا الاختبار، ولكننا عملنا على ترتيب المهارات في عشر فئات، مأخوذة جميعها من دراسات منشورة تبين أن تلك المهارات مرتبطة بتحقيق نتائج جيدة مع الأطفال. وقد تم أيضًا تقييم جوانب المهارات العشر التي تم قياسها بواسطة الاختبار عن طريق 11 خبيرًا من خبراء تربية الأطفال غير المعروفين لي أو لفوكس، زميلتي في إجراء الدراسة، ونحن بدورنا كنا غير معروفين لهم أيضًا (بمعنى آخر، تم استخدام إجراء مزدوج التعمية في عملية التقييم).
في الاختبار ذاته أعرب الآباء -من خلال إجاباتهم عن 100 بند تشكل عناصر الاختبار- عن مدى موافقتهم على عبارات مثل “بشكل عام أشجع طفلي على اتخاذ قراراته بنفسه”، و”أحاول إشراك طفلي في أنشطة صحية خارج المنزل”، و”بغض النظر عن مدى انشغالي أحاول أن أقضي وقتًا خاصًّا مع طفلي”. وقد قام المشاركون في الاختبار بالنقر على مدى موافقتهم على تلك الآراء على مقياس يتكون من خمسة مستويات، يتدرج من “أوافق” إلى “لا أوافق”. ونظرًا إلى أن جميع البنود كانت مأخوذة من دراسات منشورة، فقد أتاحت لنا الإجابات حساب المستوى الإجمالي لمهارات كل مشارك في الاختبار، إلى جانب حساب مستوى كفاءة كل مهارة من العشر بشكل منفصل. وقد سجلت نسبة الموافقة على العبارات التي تصف ممارسات سليمة في تربية الأطفال (أكرر، وفقًا لتلك الدراسات) درجات أعلى.
وتتضمن الأنواع العشرة لمهارات التربية التي نسميها “المهارات العشر للآباء” مهارات واضحة وصريحة، مثل سلوكيات إدارة الأزمة والتعبير عن الحب والعاطفة، إلى جانب سلوكيات تؤثر على الأطفال تأثيرًا غير مباشر، مثل الحفاظ على علاقة طيبة مع شريك الحياة، وامتلاك مهارات حياتية عملية [انظر القائمة الكاملة أدناه].
إضافة إلى الأسئلة الديموجرافية الأساسية التي طلبنا من المشاركين في الاختبار الإجابة عنها، مثل السن والمستوى التعليمي والحالة الاجتماعية وخبراتهم في التربية وغيرها، سألناهم أيضًا عن نتائج تربيتهم لأبنائهم مثل:
- “إلى أي مدى يشعر أبناؤك بالسعادة (في المتوسط بشكل عام)؟”.
- “ما مدى نجاح أبنائك في المدرسة أو العمل (في المتوسط بشكل عام)؟”.
- “إلى أي مدى تتمتع بعلاقة طيبة مع أولادك (في المتوسط بشكل عام)؟”.
وفي مثل تلك الأسئلة كان مطلوبًا من المشاركين في الاختبار النقر على اختياراتهم على مقياس مكون من 10 نقاط، يتدرج من منخفض إلى مرتفع.
في ضوء النتائج التي حصلنا عليها لكل والد في جميع “المهارات العشر للآباء”، إلى جانب تقييماتهم العامة فيما يتعلق بنتائج تربيتهم لأبنائهم، صار بمقدورنا استخدام أسلوب إحصائي يُعرف باسم “تحليل الانحدار” من أجل تحديد أي المهارات أفضل للوصول إلى نتائج التربية السليمة. فمثلًا عند تقييم نتيجة مثل سعادة الطفل، فإن هذا النوع من التحليل يتيح لنا أن نقرر أي مهارات التربية ترتبط بأعلى درجات السعادة لدى الأطفال.
الحب والاعتماد على النفس والمفاجآت
أكدت أهم النتائج التي توصلنا إليها، ما يؤمن به معظم الآباء بالفعل، ألا وهو أن أفضل ما يمكننا فعله لأبنائنا، هو أن نمنحهم الكثير والكثير من الحب والعاطفة. اتفق خبراؤنا وأوضحت بياناتنا، أن هذه وسيلة ممتازة لإمكانية تحقيق نتائج جيدة مع الأطفال، وتحديدًا للوصول إلى جودة العلاقة التي نتمتع بها مع أبنائنا وسعادتهم، بل وصحتهم. الأكثر من ذلك، أن أداء الآباء في هذه المهارة كان أفضل من أدائهم في أيٍّ من المهارات الأخرى. كذلك أكدنا ما بينته دراسات أخرى كثيرة، ألا وهو أن تشجيع الأطفال على أن يكونوا مستقلين وأن يعتمدوا على أنفسهم، يساعدهم على الأداء بكفاءة أعلى.
لكن دراستنا أسفرت أيضًا عن بعض المفاجآت. كان الاكتشاف الأكثر إدهاشًا، أن اثنتين من أفضل الوسائل لتحقيق نتائج طيبة مع الأطفال هما في حقيقة الأمر “وسيلتان غير مباشرتين”: الحفاظ على علاقة طيبة مع شريك الحياة، والتحكم في مستوى التوتر لدى المرء ذاته. بمعنى آخر، إن أبناءك يستفيدون ليس فقط من أسلوب معاملتك “لهم”، وإنما يستفيدون أيضًا من أسلوب تعاملك مع شريك حياتك ومع نفسك.
إن التوافق مع شريك الحياة أمر ضروري؛ لأن الأطفال من داخلهم يريدون أن تسير الأمور بانسجام بين والديهم. منذ سنوات كثيرة عندما كانت زيجتي الأول على أعتاب الانهيار والفشل، ذات مرة أخذ ابني البالغ من العمر ست سنوات بيدي إلى المطبخ حيث كانت أمه تقف هناك، وحاول أن يضع يدي في يد أمه ويلصقهما بشريط لاصق. كان ذلك بمثابة محاولة يائسة أراد من خلالها أن ينقل إلينا رسالة مفادها: “أرجو منكم أن يحب بعضكم بعضًا. من فضلكم، لا بد أن تتصالحوا”. فالأطفال لا يحبون الصراعات، وبخاصة عندما يكون طرفا الصراع أكثر شخصين يحبونهما في هذه الدنيا. حتى في مواقف المشاركة في التربية التي تحدث في حالة انفصال الأبوين، من المهم جدًّا التمسك بسلوكيات لا تؤذي مشاعر هؤلاء الأطفال، مثل حل الخلافات بعيدًا عن أنظار الأطفال، واعتذار كل طرف للآخر ومسامحته (حبذا لو أمكن فعل ذلك أمام الأطفال!)، إضافة إلى الكلام عن الطرف الآخر بمودة، وغيرها من الأمور.
كذلك يُعَد التحكم في التوتر والتعامل مع الضغوط عنصرًا مهمًّا من عناصر التربية السليمة، تمامًا مثلما أنها من الأمور الحيوية في جميع مجالات الحياة وجوانبها. في دراستنا، كانت قدرة الآباء على التحكم في توترهم مؤشرًا جيدًا على جودة العلاقة بينهم وبين أبنائهم، وبالتالي بمدى سعادة هؤلاء الأبناء. الأكثر من ذلك، أن الأشخاص الذين صنفوا أنفسهم في خانة الآباء المثاليين، سجلوا في التحكم في التوتر نقاطًا أعلى من تلك التي حصلوا عليها في أيٍّ من المهارات التسع الأخرى لتربية الأبناء. وهناك درس بسيط يمكننا ذكره في هذا الموضع، ألا وهو أن الآباء الذين يفقدون أعصابهم في المحيط الذي يوجد فيه أبناؤهم، يعلمون أن ذلك مؤشر على سوء تربيتهم لأبنائهم. كذلك فإن احتفاظ المرء بهدوئه ربما يكون الخطوة الأولى على طريق التربية السليمة. ولحسن الحظ فإن مهارات التحكم في التوتر -مثل التأمل، وتقنيات الاسترخاء، وتمرينات التنفس- يمكن تعلُّمها، بصرف النظر عن الميول الطبيعية للمرء. كذلك يمكن للناس تعلم مهارات تنظيمية أفضل، بل وحتى طرق للتعامل مع التفكير المُجهِد المستمر.
الحفاظ على سلامة الأطفال، مسألة مقلقة بدرجة تكاد تقترب من الوسواس بين الآباء الأمريكيين، ولها نتائج إيجابية وسلبية على حد سواء. فالجانب المشرق في الموضوع أن مهارات السلامة في دراستنا، أسفرت بالفعل عن نتائج صحية جيدة. ولكن يبدو أن الإفراط الشديد في القلق بشأن السلامة، يؤدي إلى سوء العلاقة بين الوالد والأبناء، كما يبدو أنه يقلل من شعور الأطفال بالسعادة. وتبين دراسة أجرتها باربارا مورونجيللو وزملاؤها بجامعة جويلف في أونتاريو، مدى التعقيد الذي يمكن أن تصل إليه مسألة السلامة. ففي تلك الدراسة، قال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 7 سنوات و12 سنة، إنه رغم امتثالهم لقواعد السلامة التي وضعها آباؤهم بشكل عام، فإنهم يخططون للتصرف مثل آبائهم عندما يكبرون، حتى في الأمور التي كان آباؤهم يتصرفون فيها بطريقة غير آمنة، وفقًا لمعاييرهم. فهل اكتشف هؤلاء الصغار مدى التناقض الذي أظهره آباؤهم؟
وكانت هناك مفاجأة أخرى، تتضمن استخدام أساليب إدارة السلوك. ورغم أن تدريبي في علم النفس (على يد رائد علم النفس السلوكي ب. ف. سكينر) يشير إلى أن الإدارة السليمة للسلوك، على سبيل المثال تلك التي تُسهِم في تحفيز السلوك الجيد بدرجة كبيرة، أمر ضروري ولازم للتربية الجيدة. فإن دراستنا تلقي بظلال من الشك على هذه الفكرة. فقد احتلّت إدارة السلوك مرتبة متدنية عبر جميع فئات المهارات، وكانت مؤشرًا ضعيفًا لتحقيق نتائج طيبة مع الأطفال. وقد أحرز الآباء درجات ضعيفة نسبيًّا في هذا الجانب من المهارات، ووضعها خبراؤنا في المرتبة التاسعة في قائمتنا للمهارات العشر.
بصفة عامة، وجدنا أن الآباء في تعليم أبنائهم والحفاظ على سلامتهم، أفضل بكثير من قدرتهم على التحكم في توترهم أو الحفاظ على علاقة طيبة مع شريك الحياة. حتى على الرغم من التأثير الكبير للعامل الأخير على الأطفال. فالتوافق مع شريك الحياة يحتل المرتبة الثالثة من حيث الأهمية في قائمة الممارسات، ولكنه يأتي في المركز الثامن على قائمة القدرات الفعلية للآباء. والمثير للإحباط بدرجة أكبر، أن التحكم في التوتر والضغوط (الذي يحتل المرتبة الثانية في الأهمية على قائمة الممارسات) جاء في المركز العاشر.
ما الذي يجعل الآباء صالحين؟
إذا نحينا جانبًا “المهارات العشر للآباء” بصفة مؤقتة، فإن دراستنا تلقي أيضًا بعض الضوء على السمات التي ينبغي أن يتصف بها الوالد الصالح. على ما يبدو، فإن ثمة قدرة عامة على تربية الأبناء، شيء يشبه عامل الذكاء العام المعروف باسم العامل “g” (ويُعرف أيضًا باسم الذكاء العام). وقد ظهر العامل “g” في التربية بشكل بارز في دراستنا باستخدام أسلوب إحصائي يسمى تحليل العامل، الذي يتولى تنظيم كميات ضخمة من معلومات الاختبارات، من خلال تجميع بنود الاختبارات تحت عدد قليل من المتغيرات ذات الكفاءة العالية. فعلى ما يبدو، يتميز بعض الأشخاص ببساطة بالبراعة في تربية الأطفال، وهو الأمر الذي لا يمكن وصفه بسهولة في إطار مهارات محددة.
كذلك وجدنا أن عددًا من السمات التي يربط الناس بينها وبين التربية السليمة غالبًا، ربما لا تكون مهمة للغاية. على سبيل المثال، يبدو أن نساء هذه الأيام يتفوقن على الرجال في التربية قدر أنملة، وهو تغيير ضخم في معتقداتنا. إذ حصلت النساء على 79,7% في اختبارنا، في حين أحرز الرجال 78,5%، وهو فقط فارق هامشي من حيث الدلالة الإحصائية. كذلك لم يحصل الآباء الأكبر سنًّا أو الذين لديهم عدد أكبر من الأطفال على نتائج أعلى بشكل واضح في دراستنا. كما يبدو أن الأداء التربوي للآباء لا يختلف سواء كانوا متزوجين أم لا، كما أن الآباء المطلقين لا يقلون كفاءة عن أولئك الذين ما زالوا متزوجين، رغم أن أبناءهم أقل سعادة إلى حد ما من أولئك الأطفال الذين لم يخض آباؤهم تجربة الطلاق قَط.
ولا يبدو أن الأصل العرقي يُسهِم بدرجة كبيرة في كفاءة التربية، كما أن المثليين والمستقيمين جنسيًّا متساوون تقريبًا فيما يخص قدرتهم على تربية الأطفال. بل في حقيقة الأمر فإن المثليين تفوقوا على المستقيمين جنسيًّا بمعدل نقطة مئوية واحدة في اختبارنا.
يُعَد التعليم من بين السمات التي يبدو أنها تصنع فارقًا، فبصفة عامة كلما زاد المستوى التعليمي، كانت التربية أفضل. وربما يرجع ذلك إلى أن الأشخاص الأعلى تعليمًا، يجتهدون بشكل أكبر لتحسين مهارات التربية لديهم من خلال برامج تأهيل الآباء (وتؤكد بياناتنا هذه الحقيقة). كذلك من الممكن القول بأن الآباء الصالحين، أولئك الذين يرتفع لديهم عامل التربية العام “g“، يكونون أيضًا بشكل عام أشخاصًا أكفاء وأصحاب مستوى تعليمي مرتفع. بمعنى آخر، فإن عامل التربية العام “g” ربما يكون مماثلًا لعامل الذكاء العام “g“، وهي مسألة من المنتظَر استكشافها في الأبحاث المستقبلية.
الخلاصة من هذه النتائج أنك إذا كنت تريد فعلًا أن تحصل على معلومات بشأن مدى كفاءة شخص ما في أداء دور الوالد، فما عليك سوى قياس تلك المهارة مباشرة بدلًا من الرجوع إلى الأنماط والقوالب الجاهزة المنتشرة. فعلى أية حال، لم تحصل المرأة في الولايات المتحدة على حق التصويت إلا في عام 1920 نتيجة لافتراضات خطأ بشأن أوجه القصور لدى الإناث. ذلك من بين الدروس الرئيسة التي خرجت بها دراستنا، فببساطة لا بديل للقياس المباشر للكفاءة.
ربما يكون الجانب المشرق في المسألة، أن الآباء يمكن تدريبهم. إذ تؤكد بياناتنا أن الآباء الذين حصلوا على دروس في التربية أحرزوا نتائج أفضل مع أبنائهم من الآباء الذين افتقروا لمثل هذا التدريب. وأن المزيد من التدريب يؤدي إلى نتائج أفضل. يمكن لبرامج التدريب -مثل برنامج التربية الرشيدة المبنية على الأدلة، الذي قام بتطويره دونالد أ. جوردون من جامعة أوهايو- تحسين ممارسات التربية بالفعل. وتتاح تلك البرامج في المدن الكبرى عبر شتى أنحاء البلاد، وأحيانًا يتولى رعايتها ماديًّا المعالِجون المحليون أو الوكالات الرسمية التابعة للدولة أو للمقاطعات. وتسعى المبادرة الوطنية للتربية الفعالة التي ارتبط اسمي بها منذ انطلاقها في عام 2007، من أجل إتاحة برامج التدريب للآباء على نطاق أوسع (للحصول على مزيد من المعلومات، انظر: http://EffectiveParentingUSA.org ).
حيثما يخفق الخبراء!
بالرغم من أن خبراء التربية يقدمون نصائح متضاربة أحيانًا (ربما لأنهم لا يواكبون أحدث الدراسات!)، فإن خبراءنا بصفة عامة أبلوا بلاءً حسنًا في التعرف على الكفاءات التي بإمكانها تحقيق نتائج إيجابية مع الأطفال. ولكن كان هناك استثناءان جديران بالملاحظة. أولهما، أنهم وضعوا التحكم في التوتر والتعامل مع الضغوط في المرتبة الثامنة على قائمة المهارات العشر الخاصة بنا، على الرغم من أنها على ما يبدو واحدة من أهم المهارات. ويتمثل الاستثناء الثاني في أن خبراءنا بدوا منحازين ضد دور الجانب الديني والروحاني، فقد وضعوه في ذيل قائمة المهارات العشر. بل إن بعضهم تطوع بتقديم تعليقات سلبية بشأن هذا الجانب من المهارات، بالرغم من أن الدراسات تشير إلى أن التدريب الديني والروحاني أمر جيد للأطفال.
من الناحية التاريخية، طالما تجنب الأطباء البحثيون وعلماء السلوك الحديث عن الدين، على الأقل في حياتهم المهنية، وربما يفسر ذلك الشعور بعدم الراحة الذي عبر عنه خبراؤنا بشأن التدريب الديني أو الروحي للأطفال. ومع ذلك فإن السبب الذي جعل أولئك الخبراء يستبعدون التحكم في التوتر والتعامل مع الضغوط إلى تلك المرتبة المتأخرة يمثل لغزًا غامضًا. إذا ما وضعنا في الاعتبار اهتمام علم النفس الممتد بدراسة الضغوط وعلاجها على حد سواء. يمكنني فقط أن أخمن أن التعامل مع الضغوط والتوتر لا يتم تدريسه بنطاق واسع بوصفه مكونًا أساسيًّا من مكونات التربية السليمة في برامج الدراسات العليا ذات الصلة بعلم النفس، مع أنه ينبغي أن يكون.
ما يهم!
صقل مهارات التربية لدى شخص ما بالمعرفة العلمية ذات الصلة، يمكن في الحقيقة أن يكون له فوائد عظيمة لأسرة ذلك الشخص. فذلك من شأنه -من ناحية- الحد من مشكلة النزاع مع الأبناء أو القضاء عليها نهائيًّا، وذلك بدوره يمكن أن يحسِّن من أحوال رباط الزوجية أو علاقة المشاركة في تربية الأبناء. ومن ناحية أخرى يمكن أن يسهم في جعل الأبناء أكثر سعادة وأكثر فاعلية. لقد رأيت بعيني كيف ينجح هذا الأمر من خلال خبرتي الشخصية في تربية أبنائي. فأنا كأب تحسن أدائي كثيرًا في التعامل مع أطفالي الصغار (الذين تتراوح أعمارهم ما بين 9 و17 سنة) عما كنت مع ابنيّ الأكبر سنًّا (يبلغان من العمر حاليا 34 و36 سنة). فكلما زاد علمي بمسائل التربية على مر السنين أصبحت أكثر عاطفة ومهارة، والنتيجة فوائد لا تخفى على أحد. هذه الأيام أحتضن أطفالي يوميًّا عدة مرات وأخبرهم عن مدى حبي لهم؛ إذ عندما لا يكون حبك لأبنائك موضع شك أو سؤال مطلقًا، فإن الأطفال يكونون أكثر تفهمًا وتسامحًا عندما يحتاج الوالد إلى وضع حدود معينة، وهو ما أفعله بصفة منتظمة. كذلك تعلمت أن أحافظ على هدوئي، بمعنى أن أُحسِّن من رد فعلي تجاه ما يحدث من أمور. فعندما أتحلى بالهدوء، ينعكس ذلك على أبنائي أيضًا، ونتجنب معًا تلك الحلقة القاتلة من التصعيد الوجداني التي يمكنها تدمير أية علاقة.
الأهم من ذلك، أرى أنني أقوم الآن بدور المسهّل للأمور أكثر بكثير من قيامي بدور المتحكم. ففي أثناء بنائي لكفاءتي كأب، بذلت أيضًا جهدًا أكبر في التعرف على كفاءة أبنائي وتعزيزها، وساعدتهم على أن يصبحوا أقوياء ومستقلين بطرق عديدة. حاليًّا يتمتع ابني، صاحب السبعة عشر ربيعًا، بشخصية هادئة تجعله نموذجًا مفيدًا وقدوة لإخوته، كما أن ابنتي عندما كانت تقترب من سن العاشرة وحتى قبل أن أنهض من فراشي، كانت غالبًا ما تذهب لإعداد البيض المقلي لنا جميعًا، كما كانت تقوم بأعمال التنظيف أيضًا.
قائمة المهارات العشر للآباء
فيما يلي عشر كفاءات يمكنها تحقيق نتائج التربية الجيدة، وقد سردناها بالترتيب بشكل تقريبي من الأهم إلى الأقل أهمية. وهذه المهارات، المشتقة جميعها من دراسات منشورة، تم تصنيفها بناءً على قدرتها على تحقيق قوة في الارتباط بين الوالد وولده ومدى سعادة الأبناء وصحتهم ونجاحهم. ر. إ.
- الحب والعاطفة
أن تساند طفلك وتدعمه وتَقبله، وتعبر عن محبتك له جسديًّا، وتقضيان معًا وقتًا خاصًّا وممتعًا.
- التحكم في التوتر والتعامل مع الضغوط
أن تتخذ خطوات لتخفيف الضغوط عن نفسك وعن طفلك، وأن تمارس تقنيات للاسترخاء وتقوم بتعزيز النظرة الإيجابية للحياة.
- مهارات العلاقات
أن تحافظ على علاقة صحية مع زوجك، أو شريك حياتك، أو شريكك في تربية الأبناء، بالإضافة إلى أن تكون نموذجًا يُحتذى به في العلاقة الفعالة مع الآخرين.
- الاعتماد على النفس والاستقلالية
أن تعامل طفلك باحترام وتشجعه على تحقيق الاكتفاء الذاتي والاعتماد على النفس.
- التعليم والتعلُّم
أن تقوم بدعم التعلُّم وتخطيطه لطفلك، وأن توفر له فرصًا تعليمية جيدة.
- مهارات الحياة
أن توفر جميع احتياجات طفلك، وأن يكون لك دخل ثابت، وتخطط للمستقبل.
- إدارة السلوك
أن تستخدم التحفيز الإيجابي بشكل مكثف، ولا تستخدم أسلوب العقاب إلا عندما تفشل وسائل إدارة السلوك الأخرى.
- الصحة
أن تكون نموذجًا يُحتذَى به لطفلك فيما يختص بأسلوب الحياة الصحية، وتنمية العادات السليمة، مثل ممارسة الرياضة بانتظام والتغذية السليمة.
- الدين
أن تدعم التنمية الروحية أو الدينية لطفلك، وتشارك في الأنشطة والمناسبات الروحية أو الدينية.
- السلامة
أن تتخذ الاحتياطات اللازمة لحماية طفلك، وتبقى على دراية بالأنشطة التي يمارسها الطفل وبمَن يصادقهم.
نُشر هذا المقال في الأصل بعنوان “ما الذي يجعلك والدًا صالحًا؟”.
MORE TO EXPLORE
The Encyclopedia of Parenting Theory and Research. Edited by Charles A. Smith. Greenwood Press, 1999.
The Positive Parent: Raising Healthy, Happy, and Successful Children, Birth-Adolescence. Kerby T. Alvy. Teachers College Press, 2008.
The Process of Parenting. Ninth edition. Jane B. Brooks. McGraw-Hill Education, 2012.
To take the author’s parenting tests, visit http://MyParentingSkills.com and http://TeenParentingSkills.com
كيف تربي طفلك .. 21 نصيحة لتنشئة طفل هادئ وسعيد
نقدم اقتراحات للآباء لتربية طفل سعيد ومطمئن نفسيًا، إليكم أسرار بسيطة، لكي يكبر الطفل في جو من الحب والتفاهم والسعادة والحرية تعرفوا على إجابة سؤال كيف تربي طفلك. يحتاج الآباء إلى تطبيق بعض النصائح كل يوم لخلق جو تربوي صحي، وكذلك للحفاظ على بيت هادئ ومستقر يخرج منه أفراد أصحاء نفسيًا قادرين على مواجهة صعوبات الحياة، وفي قلوبهم قدر كبير من الحب للآخرين، لذلك إليكم الأسرار لتربية طفل حر وسعيد.
كيف تربي طفلك؟ يحرص الآباء على تربية أطفالهم بصحة جيدة منذ الصغر وهو عمل عظيم يقع على عاتق الوالدين،
لخلق شخص جسده وأخلاقه طبيعية، وإليكم أهم النصائح:- 1. الحب غير المشروط إن سعادة الطفل الأساسية تكمن في معرفة أنك تحبه كما هو، دع طفلك يعرف أنه محبوب دون أي شروط، حتى في أصعب المواقف، أجعله يأتي إليك ويطلب النصيحة. 2. لا تقمع الفضول يريد الطفل استكشاف العالم من اليوم الأول، وتزداد سرعة هذه الرغبة تدريجياً، وفي كل مرة يقرر القيام بشيء جديد، من المهم التشجيع له، ويجب على الآباء ضمان الحرية، ضمن الحدود المعقولة، وبدون منع أطفالهم من المحاولة للاكتشاف. 3. لا تتجاهل أسئلة الطفل نعم، من الصعب الإجابة بصبر على مئات الأسئلة ومع ذلك، إذا كنت لا تشعر بالقوة للإجابة بمفردك، فابحث على الأقل عن مصدر قيم للمعلومات، سواء كانت مقاطع فيديو تعليمية أو كتبًا، حتى يتمكن الطفل من تعلم أشياء جديدة. 4. العناق اللمس، المداعبة، قيمة ومهمة بشكل لا يصدق لكل طفل، لأنه في سن مبكرة يكون معظم الأطفال حركيين، وإن لمس شعره وظهره سيجعل طفلك يشعر بالأمان وفي نفس الوقت يكتسب الثقة من والديه. 5. إغتنام الفرص مراقبة قدرات الطفل، وتوجيهه إلى الموضوعات التي يحتاجها ويهتم بها، قد يرغب العديد من الآباء في تحقيق حلم طفولتهم من خلال الضغط على أطفالهم، ربما قد لا تستطيع طفلتك أداء الباليه جيدًا، لكنها تستطيع الرسم جيدًا، قد لا يلعب طفلك كرة السلة، لكنه يستطيع العزف على الجيتار جيدًا. احترم رغبات طفلك وألهمه لتجربة أشياء جديدة، وقدم له النصائح لكن أترك له القرار الأخير وأخبره أنه سيتحمل عواقبه. 6. التشجيع على العمل الجميع يريد تحقيق كل شيء في وقت واحد، لكن يجب على المرء بذل جهد للحصول على شيء معين، سيعطي هذا دعمًا داخليًا للطفل لما كان يتعامل معه طوال حياته، وركز على إنجازات طفلك وربما كان لديهم العديد من الإخفاقات حتى الآن، لكن ابدأ التجربة وسترى الإيجابيات التي ستحدث عندما تركز على نجاحهم. 7. الثقة التدخل المفرط في كل ما يفعله طفلك يتعارض مع ثقة طفلك بنفسه، إذا كان الطفل مستعدًا لفعل شيء ما، فأدعمه للقيام بذلك وعلى سبيل المثال، إذا أراد إحضار طبق إلى المائدة، فلا ترفضه وشجعه. 8. اللعب بالنسبة للأطفال، اللعب هو الحياة ويتدرب الأطفال على الحياة في اللعب وينمون ويتطورون بفضل هذا وعندما يلعبون، يتعلمون التواصل، وتعلم القواعد الاجتماعية، ويتبنى سلوك الكبار، لذلك من المهم اللعب مع الطفل، حتى لو كنت لا تعرف كيف تلعب مع طفلك، فالأطفال معلمون رائعون والأطفال يقدرون كثيرًا لعبك. 9. السماح بالحرية دع الطفل يأخذ خطواته الخاصة طالما أنها لا تهدد حياته وصحته وحتى لو تطلب الأمر الكثير من الأخطاء لتعلم بعض الأشياء، ولكن لا تبالغ في تحفيزهم، وقد يخلق استقلال الأطفال إحساسًا بالمسؤولية عن أفعالهم وعواقبهم. 10. علموهم معنى السعادة بأبسط الأشياء علموا الأطفال أن يكونوا سعداء، السعادة هي وقت نقضيه ويمكننا الاستمتاع به، بدلاً من الفرص المادية، وجربوها معًا، والأشياء التي تبقى في الاعتبار بعد سنوات عديدة هي الذكريات التي قضيتها مع اطفالك بدلاً من الأشياء التي اشتريتها. حاول أن تخرج إلى الطبيعة كثيرًا معهم، اجمع الحصى من شاطئ البحر، اجمع الزهور من الحديقة واهديها لهم، حاولوا صنع كعكة سويًا، ومارس اليوجا والتأمل معهم. 11. حاول أن تكون قدوة حاول أن تكون ما تريد أن يكون عليه طفلك، حيث يتعلم الأطفال أكثر عن طريق التقليد، فكر إلى أي مدى سيستغرق الأمر مكانًا في حياة الطفل لتوقع اهتمامًا أكاديميًا عاليًا وأداءًا من طفل لا يرى والديه يقرأن أو يدرسان أو يناقشان موضوعًا في المنزل، ويقولوا للطفل “اذهب وادرس طوال الوقت في غرفتك” هل ستكون أوامرهم مجدية حقًا؟ 12. اقضوا وقت مع أطفالكم قضاء الوقت بمفرده مع الأطفال أصبح أمرًا صعبًا بسبب ضغوطات الحياة، لكننا نتحدث مرة أخرى عن الوقت الذي نقضيه في المشاركة، وليس فترة زمنية يكون فيها الجميع بمفردهم في نفس المكان، جلسة أسرية يكون فيها كل شخص منكب على هاتفه لا تساهم في أي شيء إيجابي. 13. لا تصر على الكمال الآباء المثاليون الذين يجدون خطأ في كل شيء، ويتوقعون أن يتم القيام بكل شيء على أكمل وجه، ولا يرضون بسهولة، يخلقون إحساسًا بعدم الملاءمة لدى أطفالهم، ويسألون الطفل الذي حصل على 95 في الامتحان لماذا لم يحصل على 100، والطفل الذي حصل على 100 سأل إذا كان هناك 100 أحد آخر حصل عليها، وسيؤثر هذا التوقع أيضًا على أداء الطفل الطبيعي وسيجعله دائمًا قلق، وغير قادر على فعل ما يمكنه القيام به بشكل جيد. 14. لا تقارن الطفل مع أي شخص آخر الطفل الذي يُقارن باستمرار بالآخرين، سوف يعتاد دائمًا على رؤية نفسه من خلال عيون الآخرين، ويفقد تقديره لذاته، وسيحاول أن يكون ما يريده الآخرون أن يراه وهذا يجعل الناس ينفرون من أنفسهم ويعتمدون على الآخرين. يجب على الآباء تذكر أن كل الناس فريدون وجميلون حتى في اختلافاتهم. 15. استثمر في الذكاء العاطفي للطفل الذكاء العاطفي هو مستوى وعينا العاطفي وقدرتنا على التعامل مع العواطف، علم أطفالك استراتيجيات التعامل مع تقلبات الحياة، ولا تعترض على تعبير أطفالك عن المشاعر السلبية مثل الغضب والخوف والحزن. ولا تتجاهل المشاعر السلبية لأطفالك، فهذه النصيحة من أهم تكتيكات كيف تربي طفلك من خلال تحويل اللحظات العاطفية إلى فرص، حيث يمكنك تعليم أطفالك دروسًا مهمة في الحياة والاقتراب منهم. 16. قدِّر الجهد وليس النتيجة إن تقدير الجهد والمثابرة في العمل سيحسن من قوة الطفل ويزيد من دوافعه الداخلية، حتى لو لم تكن النتيجة كما هي مرغوب فيها، فلن يستسلم الطفل وسيجد القوة للتصرف مرة أخرى. وفقط التوجه نحو النتائج يمكن أن يجلب فهمًا يرى كل طريقة ممكنة للوصول إلى الهدف، في حين أن إغراء الفرد باستمرار يمكن أن يتسبب في تضخم الأنا. 17. انتبه إلى مواقف الأبوة والأمومة عندما نقول مواقف الوالدين، نحن نتحدث عن طيف يتراوح من الموقف الرافض في أحد الطرفين إلى الموقف الاستبدادي في الطرف الآخر ولا تنس أن هذه المواقف ستشكل البنية التحتية لشخصية طفلك في المستقبل. لذلك يجب أن تعرف كيف تربي طفلك في موقف ديمقراطي حيث يمكنك التحدث ومشاركة كل شيء، واحتواء ثقافة الخوف، وإعطاء المسؤولية والدعم، وإعطاء الحق في الاختيار وإبداء الرأي، وإظهار الإحترام. 18. قل لا وقف وراء كلمتك يحتاج الأطفال إلى معرفة أنه لا يمكن تقديم كل ما يريدونه على طبق من الذهب، وسيتعلم الطفل أنه لا يستطيع الحصول على كل ما يريد، من قولك لا ومن موقفك، وسيكون قادرًا على تطبيق ذلك على الآخرين في المستقبل من أجل حماية مساحته الشخصية الجسدية والنفسية. 19. كن متسقًا كونك متسقًا يتعلق بالحدود التي وضعتها لطفلك وسيرغب الأطفال في تجاوز الحدود واختراقها، وستحاول حماية الحدود، أي تبني نفس الموقف حتى في مواجهة الأحداث المختلفة. سيتم استيعاب حدودك وتصبح حدوده وبالطبع، يجب ألا تنسى أن الحدود التي تضعها لطفلك يجب أن تكون مناسبة لسنه ومستوى نموه. 20. التركيز على الجزء الإيجابي بشكل عام يرى الآباء أخطاء الطفل وسلوكياته السلبية ويحاولون تصحيحها، ويتسبب هذا الموقف في مزيد من التركيز وتعزيز ما هو غير مرغوب فيه وبدلاً من ذلك، يجب أن تركز على السلوكيات الإيجابية للطفل، وعندما يظهر السلوك المطلوب، يجب إعطاء رد فعل إيجابي على الفور ويجب مكافأته شفهيًا، وينصب التركيز على السلوك المرغوب بدلاً من السلوك غير المرغوب فيه. 21. حسن مهاراته الاجتماعية قد لا يكون تعريف أطفالنا بالبيئات الاجتماعية وتعلمهم الذاتي من خلال التعلم الاجتماعي كافياً لتنمية المهارات، ويحتاج الأطفال إلى الدعم والأسلوب في هذا الصدد ويجب أن تختبر المهارات الاجتماعية مثل التعبير عن النفس، والتواصل، وتكوين الصداقات، والتعاطف، وشكر الآخرين، والاعتذار، وحل المشكلات. التربية هي مجموع السلوكيات العملية واللفظية التي يطبقها شخص بالغ طواعية على شخص ما أثناء الطفولة، من أجل مساعدته على إكمال نموه وتطوير الاستعدادات اللازمة وتوجيه قدراته، بحيث يصبح شخصًا مستقلاً يمكنه القيام بالأنشطة وتحقيق الأهداف بشكل صحيح، لهذا قدمنا بعض النصائح لنساعد الآباء على التعرق على إجابة سؤال كيف تربي طفلك.